توقيت القاهرة المحلي 09:28:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

امسك إخوانى

  مصر اليوم -

امسك إخوانى

وائل عبد الفتاح

«قبل أنْ تطارَدوا فى الشوارع». كتبت تحت هذا العنوان منذ عدة أشهر.. كانت حالة الرفض/ الغضب/ الاستياء من الإخوان فى منتصفها.. لم تكن قد وصلت بعد إلى مرحلة «الكراهية». المطاردة بدأت أمس فى طنطا وكشفت عن وصول الكراهية إلى ذروة مرعبة. والمدهش أنها كراهية لا تخص السياسيين «حلفاء طامعين أو منافسين أو معارضين أو واقفين على الضفة الأخرى مع المشروع الذى بدأ قبل ٨٤ عاما ونشهد أفوله أو انكساره الآن على الهواء». الكراهية شعبية، وبين شرائح لم يكن يهمها من يحكم؟ ولا كيف يحكم؟ ما دامت البلد «ماشية» أو عجلاتها تدور كما صممت عليه فى دول الاستبداد المتعاقبة «وآخر تطوير لها كان مع دولة الجنرالات من ستين عاما». هذه الشرائح ومع اختلاف موقفها من الثورة، أدركت بغريزة ما أو بنصف وعى أنها أمام مستقبل جديد، أو إعادة هندسة للخريطة السياسية يغادرون بعدها موقعهم فى سلم العبودية للسلطة أو يتنفسون فيها هواء مختلفا أو على الأقل لا تهدد حياتهم اليومية أو هندسة الحياة الشخصية. لكن الإخوان فعلوا كل ما يجعلهم هدفا للغضب/ الكراهية/ إلى الحد الذى بدأت فعلا مطاردتهم فى الشوارع، وهو ما لم يحدث مع الحزب الوطنى وعصابة مبارك نفسها. المدهش أن كل عشاق تعليب المجتمعات فى صورة نمطية (مجتمع مسالم/ لا يثور/ يقبل بالقهر سريعا/ مدمن استبداد...) هؤلاء لم يتوقعوا أن نهايات دولة الإخوان ستكون من القاهرة. وكما قلت فى مقال التحذير فإن «التنظيم» أغلى ما يملك الإخوان أو كل ما يملكون فى الحقيقة. تنظيم من المتوسطين (غير المتميزين.. أو الميديوكر) لا شىء يمنحهم قيمة إلا التراص تحت رايات السمع والطاعة فى وحدات صغيرة (أُسَر) وتحت إدارة تشبه (الكشافة) فى جانبها الميدانى و(العصابة) فى إدارتها السياسية والمالية. هم غرباء (يحاربون شعبًا خفيف الدم بكل ثقل الظل.. ويحققون مع كوميديان لا يملك إلا كنز المصريين على مر التاريخ: السخرية والنكتة). هم أيضا أبناء عالم متخيَّل هم فيه «أسياد البلد» وهذا ما يردده منفلتو اللسان منهم، مثل مهدى عاكف.. أو غيره ممن يتحولون فى لحظة إلى صناديق لا وعى الإخوان.. ينافسه فى ذلك صبحى صالح.. هما بالتحديد يكشفان ما يدور فى العقل الباطن للإخوانى.. وذلك لأن طبيعتيهما الشخصية (على اختلافهما) تنزع سريعا كل الأغلفة الناعمة وتلغى ما تستوجبه الابتسامة الباهتة. اللا وعى الإخوانى تحوَّل مع الزمن إلى صندوق نفايات للأفكار الموروثة من الفاشية والنازية إلى ركام الحكام المستبدين فى الدول الفاشلة.. لا تستطيع التعرف على خطاب إخوانى متكامل وسط خلطة النفايات المزروعة فى الرؤوس كأنها حقائق باهية، أو شبكات ذات طبيعة يصفونها أحيانا بأنها ماسونية، وهى فى حقيقتها ليست إلا رابطا يمنح للشخص/ الرجل المتوسط وزنا «افتراضيا» بانضمامه إلى «صفوف» الجماعة. هذا ما يجعل التنظيم ولا شىء غيره سر الإخوان ومعجزتهم.. ليس لديهم إلا جسم كبير برع الشطار فى الحفاظ عليه وعندما خرج من الكهوف السرية انكشفت قدراته الضعيفة.. وانعدام كفاءته. وإذا كان المرسى هو مرشح التنظيم للرئاسة، فإن الجماعة كلها بالنسبة إلى عموم أهل مصر ليست إلا «مخلَّفات» من عصور ما قبل السياسة. هذا الاكتشاف هو الأزمة الحقيقية لجماعة لم يعد لديها إلا الأسلحة المحرمة لتعيش. نعم يعلنون على الملأ أنهم سيمنحون لسلاحهم الأخير: الشعارات الدينية رخصة استخدام فى الانتخابات، ويقرر مجلس الشورى فى واحدة من وصلات تهتك سياسية الموافقة على قانون يبيح استخدام «الشعارات الدينية».. هكذا لم يعد أمام الجماعة إلا العيش فى الممنوع: 1- نائب عام خارج على القانون وغير شرعى وتتكسر قراراته.. أى أنه لم يعد يصلح حتى ذراع القهر السياسى للمرسى.. لأنه ذراع مشلولة. 2- مجلس تشريعى يفصل القوانين ويطبخ الانتخابات بكل انعدام الكفاءة والخبرات.. ويقرر كل ما يفقد الجالس فى القصر مشروعيته الدستورية والقانونية والسياسية. 3- رئيس لا يقدر على تنفيذ قراراته وإصبعه يلعب فى متاهات يصنعها لنفسه. هنا الحل الكبير.. هو التضحية بالمرسى لتعيش الجماعة. بمعنى أنه ربما يفكر الإخوان فى تقديم اقتراح بانتخابات رئاسية مبكرة.. لحماية التنظيم الذى إذا استمر بهذا الوضع فإن أعضاءه سيطارَدون فى الشوارع وسيلاحقون فى بيوتهم، كما حدث مع أعضاء الحزب النازى.. وسيكون شعار كل غاضب مما فعله الإخوان بمجتمع صنع الثورة: امسك إخوانى! نقلاً عن جريدة " التحرير "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امسك إخوانى امسك إخوانى



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon