توقيت القاهرة المحلي 03:38:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرتزقة

  مصر اليوم -

المرتزقة

وائل عبد الفتاح

اخترت هذا العنوان بصعوبة جدًّا. اخترته من بين عناوين مثل «الجهاد فى الاستاد» و«الإرهابى المنتظر» و«الإرهاب وصل الأوليمبية» و«إعلان الحرب المذهبية..» و«المرسى يحرق ورقته الأخيرة». حفلة الصالة المغطاة، هى لحظة انتحار / مقامرة أخيرة فى يد رئيس شرعيته فى الشارع، وقرر أن يدفع بكل ما يملكه من أوراق، ليستمر، ويبقى، بلا مستقبل تقريبًا. المرسى استعاد اللعبة بورقة الدين مرة أخرى، وهذه المرة فى أقبح أشكال استغلالها، فى الشحن المذهبى، وتوجيه العواطف إلى حرب تدافع عن المذهب. وهو هنا: 1- شريك للسفاح بشار فى تحويل الثورة إلى حرب أهلية. 2- مساهم جديد فى توسيع بحار الدم. 3- لاعب تافه فى يد أمريكا. والنقطة الأخيرة هى مفتاح اللعبة كلها. الحفل كله أمس هو إعلان الرهان الكامل على دعم أمريكا لبقاء المرسى. الحفل كله أمس تجارة بالدين / المذهب / الجهاد فى سبيل الخطة الأمريكية، ليس لتصفية بشار، ولكن فقط لنزع تفوقه الحربى عندما استعاد مدينة «القصير»، أى أن كل استعراض المرسى والجوقة المصاحبة فى الصالة المغطاة وقبلها فى خطبة الأزهر «الثنائى المشترك القرضاوى والعريفى»، هو محاولة من أمريكا للضغط عن بعد «الضغط الاسموزى» لإعادة التوازن فى مؤتمر جنيف 2. ورغم أن المرسى ليس الأول فى تجارة الجهاد أو تحويل شباب هذا البلد إلى مرتزقة فى يد المخابرات «الأمريكية غالبًا»، فالسادات فعلها حينما مرّر عبور «المجاهدين» إلى أفغانستان، وبهم انتصرت المخابرات الأمريكية على عدوتها السوفييتية بأيدٍ مسلمة تصورت أنها فى الطريق إلى الجنة، وهم ليسوا سوى مرتزقة يدمرون الدول «انظر إلى ما وصلت إليه أفغانستان والشيشان والعراق...» فى لعبة الأمم. السادات لعبها فى السر، ورغم تحولها إلى فضيحة لم تتورط الدولة بأجهزتها هكذا علنًا، لكن المرسى هو أول مَن أعلن بكل كيانه عن مشاركة مصر رسميًّا فى حرب مذهبية «حتى لم تصل إلى مستوى الحرب ضد السوفييت فى أفغانستان».. وأن الدولة هكذا بشكل علنى جسر لعبور المرتزقة للإيجار فى حرب تدمير سوريا بثورتها وشعبها ومستقبلها. المرسى فعل هذا وسط تكبيرات الحلفاء الذين كفّروا شعبًا كاملًا سيخرج فى مظاهرات 30 يونيو، وفى ظل جمهور تسارع على تقبيل يد المرسى، فى مشاهد تذكر بأيام العبيد، والإقطاع السياسى، والعبودية للأوثان البشرية. تزامن الحفل مع جولة السيدة الوقورة ويندى شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأمريكى، التى وصلت مصر بطائرة خاصة فى إطار جولة تحضير لمؤتمر جينيف 2. السيدة الوقورة زارت دول شمال إفريقيا مع مصر فى إطار خطة استنفار لتيارات الإسلام السياسى فى مواجهة حلف بشار / إيران / حزب الله. فى مقالى بصحيفة «السفير» تعليقًا على الزيارة.. توقفت عند صمت السيدة الوقورة. لكن السيدة الوقورة صمتت. شيرمان لم ترد على سؤال عن لقاء عقد بينها وبين هشام قنديل رئيس الحكومة وقيادة عسكرية كبيرة «.. يرجح أنه اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع والمسؤول عن ملف المعونة الأمريكية». لم ترد شيرمان عن أسئلة لم تعجبها.. لأنها تحمل رسائل، لا تريد أن تسمع، فهى وصلت على طائرة خاصة إلى القاهرة فى إطار ترتيبها لمؤتمر «جينيف ٢» حول مستقبل سوريا.. وعلى الهامش «وربما فى المتن نفسه» سبحت فى ملف ٣٠ يونيو. لم يتسجب إلى القاء «الوقورة» من جبهة الإنقاذ إلا قيادات وسيطة من الأحزاب الكبيرة «ما عدا التيار الشعبى» والقيادات «الكبيرة» الأحزاب الصغيرة. الأحزاب الكبيرة هاجمت «الدعم الأمريكى لمرسى والإخوان..»، وردت شيرمان الرد الجاهز: «.. نحن على مسافة واحدة من كل الأحزاب... ولا ندعم أحدًا..». غير ذلك لم يكن سوى التخوف.. فهى ترى «وإدارتها طبعًا» أن مظاهرات ٣٠ يونيو «ليست مظاهرات الشعب ضد السلطة ولكن الشعب ضد الشعب». وهى رؤية تبدو حاضرة فى رد فعل الإخوان «وحليفهم من الإسلاميين» الذين يريدون أن يخرج المشهد هكذا «شعب ضد شعب..». هذه الصورة مبنية على إشارات اطمئنان بأن ٣٠ يونيو: «لن تكون النهاية.. وستمر». هذا ما سمعته الإدارة الامريكية ربما من الجيش، أو من جهات أخرى، سارت فى اتجاه رؤية لا تريد وهى ترتب لمستقبل دمشق أن تهتز حساباتها فى القاهرة، أو تدخل فى مغامرات جديدة تفسد «طبختها..» كلها. ...ولأن المرسى لم تعد لديه سوى الورقة الأمريكية فإنه لم يخجل وهو يعلن عن توريد المرتزقة «ولو لمجرد التهديد» لخوض الحرب بالوكالة. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرتزقة المرتزقة



GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

GMT 03:24 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

يا ويل يا سواد ليل الفنان

GMT 02:57 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

على جدار الامتنان

GMT 02:55 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

والميليشيات...!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon