توقيت القاهرة المحلي 10:19:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشروعية المستباحة

  مصر اليوم -

المشروعية المستباحة

مصر اليوم

حاول فؤاد جاد الله أن يقف فى المنتصف، لا يثير الغضب عليه، وفى نفس الوقت يحافظ على درجة الإثارة، وظَلّ طوال حواره مع يسرى فودة، يلعب فى هذه المسافة التى لم يقل فيها كل شىء، لكنه يفتح ملف إرادة الرئيس (المنتخب) كما لا يمكن أن تفعل كل المقالات التحليلية. وهذا، مرة أخرى، سبب للتحقيق فى رواية جاد الله عما يحدث فى القصر، خصوصا فى لحظات حساسة وقعت فيها الدولة أسيرة الهوس الخطير بالسلطة. رواية جاد الله ليست نميمة (وإن أراد هو تحويلها إلى ذلك بالإشارة دون تحديد للأسماء لتتحول إلى ألغاز) أو مساحة للاستعراض الشخصى «أو تبييض السمعة وحجز مكان متميز فى قطار السياسة». كما لا يمكن التعامل مع الرواية على أنها تحليل سياسى (لأنها ليست كذلك) لموظف شاهد فى القصر كيف تدار أمور دولة خرجت من قبضة ديكتاتورية، وتريد جماعة أن تعيدها إلى قبضة (جديدة) وتقطع الطريق على أحلام بناء قواعد دولة جديدة. رواية جاد الله تثير ثلاث مسائل على الأقل فى ما يتعلق باستباحة المشروعية أو استغلالها لكسر إرادة الدولة عبر السيطرة على إرادة الرئيس: ١- روى جاد الله أن الإعلان الدستورى وصل القصر مكتوبا (والإشارة كان باتجاه أنه من مكتب الإرشاد..) وهذا يعنى أن الرئيس كان خاضعا لإرادة أعلى منه جعلته يسىء استخدام صلاحياته. ٢- وفى فصل حصار المحكمة الدستورية تؤكد الرواية أن الرئيس كان عالما بمؤامرة الحصار، وحاول (حسب الرواية) أن يثنى من اتخذ القرار (ولم يكن خافيا من التفاصيل أنه خيرت الشاطر) لكنه فشل، وأوكل المهمة إلى مستشاره (جاد الله) الذى فشل هو الآخر ولتكتمل فضيحة تعطيل سلطة (من سلطات الدولة) لتمرير خطة جماعة فى إعلان ديكتاتوريتها، أى أن الحدود بين «شرعية» الرئيس ومخطط جماعة «غير شرعية» ليست موجودة، والأمر تعدى الإيمان أو الانتماء السياسى، إلى تنفيذ مخططات تستخدم «الشرعى» فى تنفيذ مخطط «غير الشرعى». ٣- ويعترف جاد الله بعملية سلق الدستور ودور المستشار الغريانى فى تنفيذ العملية سيئة السمعة. ... هذه دلائل جديدة على أن المرسى ليس إلا مندوب للجماعة (ورَجُلها القوى خيرت الشاطر) فى القصر الرئاسى، وأن مشروعيته جسر لعبور الجماعة فى «احتلال الدولة». ماذا يعنى أن يتحول الرئيس إلى مندوب جماعة أو واجهة لمخطط كامل: * مجرد صاحب الحق فى التوقيع على إعلان دستورى. * تُرفع صوره رغمًا عنه فى حصار المحكمة الدستورية. * منفِّذ للتعليمات الخاصة بأحد أساسيات الدولة (الدستور). هذا ليس حكمًا لكنه «مخطَّط» لتمرير احتلال «جماعة» استباحت المشروعية وحوَّلتها إلى أداة قهر وقمع وفرض إرادة على الدولة والمجتمع. ورواية جاد الله هنا شهادة (حتى وإن لم يُرِد بها ذلك، واكتفى بأنها عملية غسيل سمعة وتبرئة ذمة).. لكن لكل دولة ضمير عمومى يحافظ على مصالح المجتمع بعيدا عن جنون وهوس السلطة. هذا ما يفسر طبعا عملية فرض نائب عام تابع للجماعة وأداة من أدواتها لتكتمل عناصر «المشروعية المستباحة». هل ستمر رواية جاد الله كما مرت شهادة المستشار مصطفى خاطر عن تدخل النائب العام فى تحويل مسار الاتهام (فى الاعتداء على المعتصمين فى الاتحادية) لصالح ما تريده الرئاسة وإدارتها من مكتب الإرشاد؟! .. سنرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشروعية المستباحة المشروعية المستباحة



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon