توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استقالة بوتين وأوباما؟

  مصر اليوم -

استقالة بوتين وأوباما

مصر اليوم

  أعتقد جازما أن كلا من الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد استقالا من أدوار عالمية مهمة! استقال أوباما من دوره في تحريك الأمور شرق أوسطيا وانكفأ على قائمة أولويات تبدأ بالاقتصاد الوطني الأميركي داخليا ومنطقة شرق آسيا عالميا. واستقال بوتين من دور بلاده الأخلاقي كقوة عظمى وإحدى الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن والعضو المؤسس في النادي النووي وأحد أكبر مصدري السلاح في العالم، وأصبح قيصر الكرملين تاجر سلاح عظيما وسمسارا تجاريا بامتياز. من هنا يصبح صعبا على عقل وقلب أي محلل عربي محايد أن يصدق أن هناك «حلا» روسيا – أميركيا للصراعات في المنطقة العربية. هناك تفاهم يصل إلى حد التواطؤ، رغم اختلاف المواقع والمصالح بين واشنطن وموسكو، على تغليب حالة منطق البزنس على أي شيء آخر، بمعنى أن الأميركان والروس ليسوا على استعداد لاتخاذ أي موقف باهظ التكلفة أو لديه فاتورة عليهم أن يدفعوها. سوف يراهنون على «الجنرال وقت» بمعنى دع الأمور تسوي نفسها بنفسها، وأن هذه المنطقة مشتعلة منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، فماذا يضيرنا لو استمرت هذه الحرائق بضع سنوات أخرى؟ لا أحد على استعداد أن يدخل غرفة مفاوضات مثل الرئيس كارتر أو الرئيس كلينتون لبحث أمور فيصلية في القضية الفلسطينية. ولا أحد يريد مثل الرؤساء ريغان أو كلينتون أو حتى جورج بوش الأب والابن لحماية القيم والمصالح الأميركية. ولا أحد في الكرملين على استعداد أن يفعل مثل القيادة السوفياتية القديمة في دعم فيتنام أو كوبا أو أنغولا. الجميع الآن يديرون الأمور بمنطق الآلة الحاسبة الدقيقة، إنه منطق الربح والخسارة الذي يحكم كل موقف وكل قرار وكل تصريح سياسي. «كم»؛ هذا هو السؤال الأساسي الذي يسيطر على المفاوضين في واشنطن وموسكو وهم يتصدون لأي مسألة تفصيلية مطروحة عليهم لاتخاذ قرار رئيس بخصوصها. من هنا يجب على أي إنسان ألا أن يتفاءل بحالة التفاهم الأميركي – الروسي حول الأوضاع في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق. إن هذه التسوية هي رؤية مؤقتة تقوم على إبعاد «الصداع السياسي» الحالي لأي تدهور سياسي في الأمور مما قد يدفع واشنطن أو موسكو لدفع أي فاتورة مكلفة. ما يدور الآن هو كيفية بيع سلاح، وتأمين نفط، وشراء أنصار، وتحييد أعداء، بأقل تكلفة ممكنة وبأسرع وقت ممكن، لتخدير جسد المنطقة لأطول فترة ممكنة؛ لأن الأولويات لموسكو وواشنطن أصبحت الآن في مناطق جيواستراتيجية أخرى. وسوف يتضح ذلك جليا في سلوك العاصمتين في مؤتمر «جنيف 2» الذي ستباع وتشترى فيه دماء شهداء سوريا وأحلام وطموحات الشعب السوري الصبور.  نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقالة بوتين وأوباما استقالة بوتين وأوباما



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon