توقيت القاهرة المحلي 03:00:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تسوية من دون إيران!

  مصر اليوم -

لا تسوية من دون إيران

عماد الدين أديب

    قد لا تستطيع إيران حسم أي موقف عسكري رئيس في المنطقة، لكنها - بلا شك - قادرة على تعطيل أي جهود تسوية في أي ملف من ملفات المنطقة. لا يمكن ضمان تسوية سياسية بين حماس وإسرائيل بسبب علاقة «الإدارة بالتمويل» التي تمارسها طهران مع حماس منذ سنوات طويلة.. ولا يمكن ضمان استقرار الأوضاع في البحرين وفي اليمن بسبب الجسور الممتدة بين طهران وشيعة البحرين والحوثيين في اليمن.. ولا يمكن الحديث عن استقرار الأوضاع في لبنان وتشكيل سلس ومرن لحكومة وحدة وطنية في بيروت من دون مباركة حزب الله ذي المرجعية الدينية والسياسية مع إيران. ويبقى الوضع المأزوم الآن في سوريا الذي يلعب فيه اللاعب الإيراني أدوارا متعددة. دعم النظام السوري الرسمي بالمال والسلاح يأتي يوميا من طهران، وقيمة صفقات السلاح السورية تدفعها طهران، والصواريخ ذات المدى المتوسط والقوة التدميرية الكبرى مصنوعة في إيران. أما خبراء إدارة المعارك والقوى المقاتلة فهي كتائب مدربة من الحرس الثوري الإيراني، ووحدات خاصة من مقاتلي حزب الله الموالي لطهران. وعلاقة طهران بموسكو وبالصين تلعب دورا رئيسا في حسابات هاتين الدولتين عند التصويت على أي قرار في مجلس الأمن خاص بالوضع في سوريا. من هنا، مهما كان موقفك من السياسة الإيرانية، أو نظام الحكم الحالي في طهران، أو رؤيتك، فإن أي عاقل كامل الأهلية عليه أن يدرك أنه لا استقرار حقيقيا في المنطقة من دون تفاهم ما مع إيران. ويعتبر نوعا من أنواع الجنون ذلك النوع من التفكير القائم على أن أزمة المنطقة يمكن تسويتها رغما عن وليس بالتوافق مع إيران. بالطبع الأمر لا يمنع من ملاعبة إيران هنا وهناك بهدف تحسين شروط التفاوض حينما تأتي تلك اللحظة المهمة التي يتم فيها تسطير شكل المنطقة ورسم مناطق نفوذها. ويبقى دائما السؤال: هل العقل الإيراني قابل للتسوية أم قابل فقط للإملاء والتكبر والتعالي على دول المنطقة؟ مرحلة أحمدي نجاد لم تبشر بأي إمكانية للتسوية أو التفاهم، لذلك فإن المراقب المحايد يسعى إلى متابعة ما يحدث من تطورات انتخابية وتحديد مواقف مرشحي الرئاسة في إيران باهتمام شديد وأمل كبير في أن تسفر هذه الانتخابات عن بزوغ نجم بناء إصلاحي قابل للتفاهم والتسوية، ويمكن أن نتلقف تصريحات وزير الخارجية الإيراني الأخيرة، التي سعى فيها إلى الإسراع في اجتماعات اللجنة الرباعية للملف السوري (مصر والسعودية وتركيا وإيران) والتي دعا إليها الرئيس المصري منذ أشهر، كبادرة خير ومرونة. المهم أن يكون السعي الإيراني إلى المشاركة في أعمال اللجنة من قبيل نزع فتيل التوتر واتساع الخلاف الإقليمي حول سوريا، وليس استغلال اللجنة كمنصة لإطلاق صواريخ الغضب الإيراني ضد السياسة الأميركية. نحن بحاجة إلى التفاهم مع إيران شريطة أن تكون طهران مفتوحة العقل والقلب والمنطق حتى لا يندمج الزيت بالانفجار النووي!   نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"    

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تسوية من دون إيران لا تسوية من دون إيران



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon