مصر اليوم
1- ليست فتنة.
٢- إنها معركة جديدة من معارك الكراهية.
٣- وكما أفعل فى كل مرة سأرفع شعار: تسقط الوحدة الوطنية.
٤- فكروا فى الأمر واخرجوا من خانات العادة والسير خلف الشعارات دون تفكير.
٥- ماذا تعنى الوحدة الوطنية؟
٦- وكيف ننظر مثلا إلى ما حدث فى الخصوص ثم ما تلاه من ضرب الجنازة أمام الكاتدرائية؟
٧- إنها خطابات كراهية تريد أن تجعل من الطائفة هوية.
٨- البداية كانت من بيع الكراهية فى لحظات الهزيمة، وتفسير الأزمات السياسية والاجتماعية بأنها نتيجة الابتعاد عن الدين.. وظلم الإسلام والمسلمين.
٩- بضاعة الكراهية هى كل ما لدى تنظيمات التخلف والإرهاب والطائفية التى تُلحق الإسلام باسمها.. «إخوان» و «جماعات» و«جهاد»
١٠- الكراهية تقوم على التمييز بين سكان هذا البلد على أساس الإيمان الدينى، ولأنها بضاعة فاسدة تروّج فى زمن إلغاء السياسة فإنها استطاعت تفسير ما يحدث فى مصر على أنه مظلومية كل طائفية.
١١- حرب المظلوميات بين المسلمين والمسيحيين كانت تكرس كراهية لا جذور لها وتخلق حرب هويات قاتلة.
١٢- الهويات قاتلة.. لأنها تعتمد على إقصاء الآخرين وتمييز الذات وهذه بضاعة تيارات الكراهية وشغلها الشاغل.
١٣- ابن تنظيم الكراهية يقسّم العالم إلى فريقين: هو فى طرف والآخرون فى طرف آخر ويعادى مَن يخرج على معتقداته سواء كان من دين مختلف (مسيحيا… أو يهوديا) أو مذهب مختلف (شيعة…) أو من ثقافات دينية أخرى (بهائى..). هؤلاء أهم بالنسبة إلى مؤسسى الكراهية أكثر ربما من اللا دينيين أو الملاحدة.. لأنهم «كيانات» تصلح أن تكون عدوا أو هدفا للهجوم وصنع المؤامرات.
١٤- وما يسمونه فى الأدبيات الرسمية فتنة هى استعراضات القوة ليست دينية أو من أجل الإله أو الرمز الدينى بقدر ما هى دفاع عن مساحات فى مجتمع عاش طويلا دون عقل يفكر فى استيعاب التنوع فاكتظّت المساحات القديمة وطردت إلى هوامشها الأضعف.
١٥- حاجز نفسى هو ما قد تنبنى عليه طائفية دون وعى بها، أو بمجاورة مع محفوظات الوحدة الوطنية، أو فى مواجهة أقوى رابطة وطنية فى هذه المنطقة.
١٦- الهويات القاتلة ليست وعيا بالوجود.. لكنها حزازات تكبر وتتعمق مع تحول خطابات السلطة إلى تجذير الوعى الطائفى فى الدستور الملعون ثم فى محاولات تقنين استخدام الشعارات الدينية فى الانتخابات.
١٧- هذه تنظيمات تقوم على تشغيل كل مناطق التخلف والعنصرية فى الشخصية المصرية.
١٨- نعم إنها مجموعات تعتمد على تحويل الكراهية إلى خطاب عادى وتصور أنها بمعاداة الآخر والتجييش ضده فإن هذا هو الطريق إلى الجنة.
١٩- وطريق الجنة مفروش بالخرافات والأساطير عن أعداء متخيَّلين لا بد من قتلهم وإن لم يمكن فليس أقل من الترصد واصطياد تحركاتهم.
٢٠- الطائفية لا قاع لها.
٢١- هكذا فإن ترويج الكراهية فى خطابات تخرج من سراديبها لتكون فى السلطة.. هو الكارثة.
٢٢- نعم أنتم كارثنا فاذهبوا ببضاعتكم إلى حيث يقيم كل قتلة البشرية من جنكيز خان إلى هتلر وموسولينى.
نقلاً عن جريدة "التحرير"