توقيت القاهرة المحلي 23:55:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة.. لا أزمة

  مصر اليوم -

ثورة لا أزمة

مصر اليوم

  هناك حاجة إلى ضبط مصطلحات.. 1- لسنا فى أزمة.. أنها ثورة تواجه ثورة مضادة تحالف فيها من أصبح رئيسا (بسبب الثورة) مع أجنحة أمنية ومالية فى النظام القديم لتوقيف الثورة أو تحويلها إلى النموذج الرومانى، حيث تتغير الوجوه وتبقى تركيبة الحكم: سلطوية - وصاية -رأسمالية متوحشة - حكم نخبة تتصور أنها تحتكر مصالح الدولة العليا. 2- وبالتالى فالصراع ليس بين نظام ومعارضة، ولكن إرادة ثورة لتغيير تركيبة الحكم لا اسم الحاكم لتصبح: دولة سكان تقوم على المواطنة.. لا دولة مراكز صلبة ولا جماعات طليعة.. ولا نخبة مختارة تتداول الحكم. 3- ولا شىء يحسم الصراع إلا انتصار الثورة ببناء نظام ديمقراطى.. أى بعلاقة جديدة بين الحاكم والمجتمع.. ليس المهم هنا من أى جماعة، ولا حزب.. المهم أنه يربط بعقد اجتماعى جديد. وبعد ضبط المصطلحات.. سأذكر: 1- الجمهورية القادمة جمهورية السكان أو المواطنين أو المجتمع.. لا جمهورية أبطال ولا مبعوثى العناية الإلهية.. هذه حقيقة لم يفهمها الإسلاميون (إخوان وسلفيين)، وساروا بمشاعر الغزاة الذين انتصروا فى غزوة. 2- هم تعاملوا بمنطق الغزوة، حيث يتم الاحتلال مرة واحدة.. حدث نهائى، بينما الديمقراطية عملية يومية. 3- هكذا فإن فورة المتطرفين التى أعقبت فوز المرسى باعتبارها بشارة اكتمال الغزوة لم تكن صدفة، ولكنها كانت حيلة نفسية وسياسية تعوض وصول الإسلاميين إلى الحكم بغير أدواتهم ولا قوتهم وحدهم. 4- الثورة حركها أو فجرها شباب خارج التصنيفات السياسية، هم وقودها وقوتها ووعيها الخارج على التدجين، وهذا ما حاول الإخوان تعويضه مرات بخطابات تدعى أنهم مفجرو الثورة.. وبعد الفشل فى التعويض اضطر مرسى للقيام بانقلاب فى 21 نوفمبر لإعلان أن الثورة ثورتهم، وأن الغزاة الآن فى القصر الرئاسى. 5- جمهور الإخوان أغلبه سلفى، والجماعات السلفية فراملها لا تقف عند حدود ما تعلمه الإخوان وعرفه جيدا من أن ما يسمى إعادة دولة الخلافة مجرد شاحن معنوى للحشد. 6- السلف ما زالوا يتعاملون بقوة الشاحن، لأن وجودهم السياسى لم يختبر قبل الثورة، وليست لهم خبرة فى مجال السياسة.. وقادتهم أو مشايخهم عاشوا فترات فى توافق مع جهاز أمن الدولة وخصام مع الإخوان.. لأنهم كانوا يرون الدولة «كافرة» أو «عاصية»، بينما الإخوان «مبتدعون..» ويمكنهم التعامل مع الأولى، لكن الثانية خطر على الإيمان… وإلى وقت قريب لم يكن السلفى يصلى فى مسجد الإخوانى والعكس بالعكس.. إلى أن اقترب «النصر الانتخابى» الذى لم يكن التيار كله (إخوان وسلفيين) جاهزا له.. واعتبره أمراء السلف «غزوة صناديق»، بينما انكشف خواء هذه التنظيمات، وعلى رأسها الإخوان من كوادر سياسية. 7- المشايخ أو الدعاة ليسوا سياسيين.. وهذا ما تم اكتشافه عبر كوارث سياسية وشخصية فى البرلمان وغيره، لكن هذه التنظيمات لم تعترف به بعد وما زالوا يعيشون فى عالم افتراضى من صنعهم وحدهم يتخيلون فيه مجتمعا آخر.. ودولة أخرى. 8- وفى الحقيقة كانت السياسة كلها عالما افتراضيا، حتى إننا فوجئنا بحجم الرفض لدولة الفقيه المصرى.. ومعاداة التخلف والرجعية.. ممثلة فى تيارات مهووسة بالسلطة، وتتصور أنها مفوضة من الله.. وظهر أن سلطتها هى الحل وتفويضها من تغييب الناس واستغلال غفلتهم وفجواتهم العاطفية. 9- مقاومة الوقوع فى فخ دولة الفقيه مدهشة حتى لأعداء الدولة الدينية وحكم المشايخ بكل ما كشفه من تهتك وتفاهة وغلظة فى أبسط قواعد الإنسانية.. - وهنا.. نحمد للثورة أنها أدخلتنا فى التجربة.. ورأينا ما لم يكن يمكن أن نراه و«الغزاة» فى كهوفهم السرية يعيشون على التهام كل قيم التحضر والإنسانية تحت وهم أنهم جيش الله المنتظر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة لا أزمة ثورة لا أزمة



GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 22:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

روشتة لمواجهة الحر!

GMT 22:45 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

فقال لا أعرف

GMT 22:42 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حيرة لجنة التحكيم في (مالمو)

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon