توقيت القاهرة المحلي 22:59:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سنة حلوة يا عراق

  مصر اليوم -

سنة حلوة يا عراق

عماد الدين أديب

بينما كنت على مقهى في عاصمة عربية، بادرني شاب متحمس مهللا في سعادة بعدة عبارات ترحيب، ودار بيننا الحوار التالي: الشاب: ألف مبروك، كل سنة وأنت طيب يا أستاذ! العبد لله: مبروك على إيه؟ ليس عيد ميلادي، ولا توجد مناسبة وطنية أو دينية حتى تبارك لي من أجلها. الشاب: أتدرك يا أستاذ مغزى تاريخ اليوم؟ العبد لله: بصراحة لا أجد في مفكرتي أي إشارة إلى أي تاريخ مهم. الشاب: إنها الذكرى العاشرة للغزو الأميركي للعراق! العبد لله: وأي مناسبة سعيدة تلك يا أخي؟! الشاب: إنها ذكرى قيام الجيش الأميركي الصديق بتحرير العراق من طاغوت صدام حسين واستبداده. العبد لله: لم أكن يوما من مؤيدي الاستبداد، وبالذات استبداد «البعث» وصدام حسين ولكن.. الشاب (مقاطعا): ولكن ماذا؟ العبد لله: أنا شديد الاقتناع بأن المشروع الأميركي لغزو العراق وإعادة هيكلة البلاد والعباد هو أفشل مشروع في التاريخ الحديث بعد مشروع هتلر الخاص بغزو أوروبا واحتلال أراضيها والسيطرة على شعوبها. الشاب: لماذا تصف المشروع الأميركي بالفشل؟ العبد لله: مشروع فاشل وغبي أيضا! الشاب: فاشل وغبي.. يا ساتر لماذا هذا التحامل؟ العبد لله: لست متحاملا، ارجع إلى الحقائق وسوف تكتشف صدق كلامي. الشاب: كيف يا أستاذ؟ العبد لله: لقد دفعت الولايات المتحدة من خزائنها ومن أموال دافعي ضرائبها أكثر من تريليون ونصف التريليون دولار تكاليف الحرب والنقل والإمداد والتموين والإعاشة والتسليح والأجور والرواتب.. دفعوا كل هذا المبلغ الخرافي وجاءت النتيجة بتحويل العراق إلى دولة منقوصة السيادة موالية لإيران يحكمها رئيس وزراء متهم بالطائفية. الشاب: لكن الأمن استتب يا سيدي! العبد لله: أرجوك بلاش كلام فارغ. إن الناس اليوم في المدن العراقية يترحمون على أيام صدام حسين، حيث لم تكن ذبابة تستطيع أن تطير دون تصريح أمني! الشاب: والاستقرار الحالي يا أستاذ، هل ننكره؟! العبد لله: أي استقرار؟ إن الحكومة معطلة، والدولة فاقدة للهيبة، والقوى السياسية تتصرف بشكل طائفي، والحرس الثوري والمخابرات الإيرانية يصولون ويجولون في البلاد بحرية كاملة، والأكراد على وشك إعلان دولتهم، والسُنة في حالة غضب، والشيعة في حالة انصياع لإيران! الشاب: ألا تشعر بأن الأوضاع تحسنت بأي شكل من الأشكال؟ العبد لله: يكفي أن أؤكد لك أن الذكرى العاشرة للغزو مرت بخسارة 237 قتيلا وجريحا في البلاد، كل سنة وأنت طيب يا عزيزي نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنة حلوة يا عراق سنة حلوة يا عراق



GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 22:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

روشتة لمواجهة الحر!

GMT 22:45 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

فقال لا أعرف

GMT 22:42 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حيرة لجنة التحكيم في (مالمو)

GMT 22:38 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أي ثقافة تتحكم؟

GMT 22:34 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

التضحية بالتقاليد الإنسانية

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon