توقيت القاهرة المحلي 08:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحلّ الأمريكى

  مصر اليوم -

الحلّ الأمريكى

وائل عبد الفتاح

ليس لدى كيرى ما يقدمه. هى زيارة دعم للأصدقاء الذين فى الحكم.. كيرى يَحمل رسالة أوباما الكبرى.. ومضمونها إخراج الصديق الإخوانى من متاهته. لن يستمع كيرى فى القاهرة إلا إلى أنات صديقهم فى قصر الاتحادية.. الذين يعرفون قبل غيرهم أنه لا يحكم وحده.. وأنه غير قادر على العبور عبْر جسر الأزمات التى صنعها بفشله وفشل جماعته. يعرف كيرى أن سلطة المرسى ليست فى يده... وأن المعلومات محجوبة عنه... وأنه مجرد أداة فى يد مجمع الكهنة الذين يسمُّونه فى الجماعة «مكتب الإرشاد». كيرى يبحث فى القاهرة عن شريك للمرسى.. لأن هذا هو «الحل الأمريكى».. أن تدخل المعارضة شراكة (عبر حكومة وحدة وطنية وانتخابات برلمانية) تستطيع أن تتحمل مسؤولية الإجراءات المطلوبة من صندوق النقد الدولى، لأن المرسى وجماعته سيعجزون عن تحميله فاتورة رفع الضرائب وزيادة الأسعار... وهذا يعنى غالبا من وجهة نظر أمريكية وأوروبية أن الأزمة الاقتصادية ستسير باتجاه الانهيار. القرض هو مركز الحل الأمريكى، لأنه يمثل أول حقنة فى برنامج انتشال المرسى من غيبوبته الاقتصادية.. وبالطبع فإن القرض وحده لا يكفى (٤.٩ مليار دولار)، لكنه سيُعتبر كارت ضمان لضخّ مالىّ عبر منح وقروض من مؤسسات مالية تصل إلى 13 مليارًا. المهم هنا استقرار الإخوان لا عبور مصر من الاستبداد إلى الديمقراطية... ليس مهمًّا لدى واشنطن أن المرسى مندوب استبداد جديد، ولا أن المجتمع الذى ثار يريد دولة حرية وعدالة وكرامة.. لا مستبد جديد يرهن حاجات الناس مقابل الإذعان والرضوخ. أمريكا ما زالت ترى الثورة انتفاضة غيرت الوجوه... وترى أن هذا منتهى ما يمكن الحصول عليه فى دولة من دول تحت خط الديمقراطية... وأمريكا تبذل جهدها من أجل هندسة النظام السياسى وفق شركة الحكم التى تراها أملًا ومنتهى التغيير. الإخوان يتعلقون بالحبل الأمريكى وفى نفس الوقت يتصورون أنهم قادرون على عبور نفق الأزمة عبر حزمة أخرى من بينها التصالح مع قطاعات متعددة من الجناح المالى لنظام مبارك، والهدف المباشر هو التدفق المالى. لكن الاتصال ليس بهذه السهولة، لأن الجناح المالى يطلب ضمانات سياسية، ويشعر بالذعر من «الطبيعة القَبَلية» للجماعة، وما تبشر به أن دائرة المصالح ستكون مفاتيحها بيد «جناح مالى» يخص الجماعة. مسار التصالحات يتم حاليا بإدارة رجل الأعمال حسن مالك، تحت إشراف خيرت الشاطر، لكنه مطالب أيضا بمبادرة سياسية لا تكرِّر المشهد الكوميدى للحوار الوطنى، أو تتصور أن حوارات مرسى التليفزيونية يمكنها أن تصنع أفقا لمستقبل بعيد عن الكارثة. هذا ما يجعل زيارة كيرى محاولة لتكريس الوضع القائم.. «شركة الحكم» التى تحسّن الدور المصرى بعد إزالة «المومياء» مبارك. المطلوب هنا تغيير فاعلية الدور من حالة الركود إلى مزيد من الفاعلية، وهذا لا يتطلب سوى بعض الجهد القليل لإعادة ترتيب المناخ، ليكون الرئيس فاعلا كما بدا فى الموقف من إيران.. التى لم يعطها مرسى شيئا فى زيارة نجاد الأخيرة.. كما أن مرسى فى زيارته السابقة لطهران فاجأ أوباما بما هو أفضل... على حد تعبير توماس فريدمان الصحفى المقرب من دوائر صناعة القرار الأمريكى فى الشرق الأوسط... وذلك فى لقاء عبر الأقمار الصناعية مع قناة «الحياة» المصرية. إشارات فريدمان هنا: * أنه مطلوب من مصر لعب دور تجاه إيران. * على اعتبار أن إيران قوة مدمرة. * وأنه كان هناك تخوف من موقف مرسى وجماعته، إلا أن التخوف تحول إلى إعجاب عندما رفض طلب نجاد رفع درجة التمثيل إلى مستوى السفارة. أمريكا هنا تصر على توصيف المشهد لكى يخدم «شركة الحكم» فتعتبر أن ما حدث فى مصر ليس سوى انتفاضة، وتصر على وصف «المعارضة والنظام» لتؤكد أننا أمام «وضع مستقر» لا مرحلة انتقالية. وهذا يحقق هدف الشركة، الذى ربما تراه أمريكا على لسان أوباما «حماية مبادئ الديمقراطية»، لكنه فى الواقع ليس سوى إعادة بناء «دولة الاستبداد بالصناديق». نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلّ الأمريكى الحلّ الأمريكى



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon