توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للمافيا الجديدة رجل غامض أيضًا

  مصر اليوم -

للمافيا الجديدة رجل غامض أيضًا

وائل عبد الفتاح

المسافة بين النظام والمافيا تتلاشى فى نموذج الاستبداد المصرى.. وهذا ما يفسِّر احتياج الجماعة إلى خيرت الشاطر بعد التحوّل من «دولة الجنرال» إلى «دولة المرشد».. ولم يعد دور الرجل الغامض يمكن أن يلعبه مدير مخابرات أو أحد تابع لأجهزة الدولة.. عمر سليمان رحل فى أمريكا بمرض نادر أو «بمؤامرة إقليمية على رجال مخابرات هذه المنطقة من العالم..».. بينما كان خيرت الشاطر يتجوّل متباهيًا بافتتاح سلسلة سوبر ماركت جديدة. كلاهما عبوس.. متجهّم كمن يحمل همًّا تراجيديًّا أو مهمة كونية.. أو تنحشر داخله مشاعر محبوسة تحت ثقل المسؤولية. عمر سليمان مات بينما ما زال هناك مَن كان ينتظره، وخيرت الشاطر يتجوّل فى متاجره بينما تنتظره جماعة كاملة. كلاهما أكبر من حجمه وإمكاناته. عمر سليمان لم يعرف بكل خبراته أن يلعب دور بوتين فى روسيا، المقاتل الماكر الذى حافظ على بناء دولته الأمنية بعد سقوط الشيوعية التى بنتها. بوتين مدير مخابرات قدّم موديلا للانتقال.. استوعب وضع روسيا.. وهندس إقامته الطويلة بمراعاة طبيعة شعب خارج من قهر أباطرة الشيوعية. لكن عمر سليمان فاقد هذه الملكات أو المواهب أو القدرات خارج حدود مهماته.. يشبه رئيسه.. وعصره.. خرج بوجه كئيب، بينما كانت الثورة ضاحكة وخفيفة ومبهجة.. فخسر صورته التى صنعت سنوات طويلة وبدت محدوديته واضحة بعد خروجه من الغرف المغلقة. وهذا ما سيحدث مع خيرت الشاطر الذى عاش طويلًا فى تقوية تنظيم تحت الأرض بكل حيل التجار الذين يستعيدون ثرواتهم بقوة شخصياتهم، لكن هذا ليس دليلًا على عبقريتهم الاقتصادية. الأخلاق هنا لا يمكن أن تكون ساترًا من جديد، ليعود عمر سليمان أو جثته إلى الغرف المغلقة تتحدث عن عظمة لم نرَ منها شيئًا. ولا يمكن للأفكار المتعلّقة بمشروع نهضة الإخوان أن تمنعنا من التفكير فى عقل الإخوان الذى يظهر كل يوم أن لا شىء لديه أكثر من استبدال برئيس كان يخطب فى المولد النبوى رئيس يخطب فى أول رمضان.. وبسوبرماركت تملكه النخبة المحيطة بمبارك سوبر ماركت يملكه شطار الجماعة. عمر سليمان هو أحد أسباب عجز الشعوب ونتاج هذه العقلية العاجزة. كما أن خيرت الشاطر هو قناص شعوب تستهلك ولا تنتج.. وأفكاره لا تتعلق سوى بتغيير وجهة الاستهلاك. نحن أمام معركة رمزية بين.. نجم واقعية مبارك فى مواجهة واقعية ما بعد مبارك.. هذه هى القصة بينما الثورة فى مكان آخر تتجوّل فى الشوارع وبين قوى جديدة، لتبنى شبكتها المعتمدة على خيال جديد.. وأحلام جديدة. عمر والشاطر هما تلخيص معركة تتم بقوانين مبارك وعقليته وواقعيته البغيضة، الباردة، المملة. الثورة هى خيال خارج واقعية المتاجر الكبرى للسياسة: النظام والإخوان، فهما متنافسان قديمان، كما كان التوحيد والنور هو منافس سيتى ستار.. وزاد الآن بديل مترو. إنها حرب على البقالة. .. وما زالت الإجابة / السؤال.. خيرت الشاطر تستحق المزيد من التأمل..؟ كيف نقل الشاطر أمن الجماعة قبل الثورة وبعدها من مرحلة العمل السرى إلى المؤسسات السرية بواجهات معلنة؟ .. ستظل الأسئلة مفتوحة. خصوصًا بعد أن تحوَّلت تصفية القيادات الوسيطة من الثور ضد الإخوان إلى «جريمة منظَّمة». وبعدما هبط الإخوانى من مدرعة الأمن المركزى.. وبعدما هدَّد خيرت الشاطر أو هدَّدوا أن هناك آلافًا رهن الإشارة.. ليتحركوا لحماية المرسى. هل لدى الشاطر ميليشيات؟ أم أنه مثل عمر سليمان يدير كائنًا نصف وجوده أسطورى.. ولا يستطيع أن يحمى أحدًا..؟ نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للمافيا الجديدة رجل غامض أيضًا للمافيا الجديدة رجل غامض أيضًا



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon