توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لن نترك مدينتنا

  مصر اليوم -

لن نترك مدينتنا

وائل عبد الفتاح

انتظروا القتل. التصفية الجسدية آخر ما لدى التيارات الداعمة لدولة لمشايخ فى تونس وهنا. قُتل شكرى بلعيد فى تونس بعد ساعات من إعلانه على التليفزيون أن هناك ضوءا أخضر للتصفية الجسدية. وفرق الاغتيال تنتشر فى القاهرة ومدن المواجهة مع الديكتاتورية البائسة. فى تونس قُتل الزعيم اليسارى، وفى مصر تُقتل القيادات الميدانية بعد الخطف والتعذيب. تصفيات على طريقة أعتى الأنظمة فى الإجرام السياسى.. فى سبيل تعميد دولة المشايخ بالدم. شيخ بغبغان يردد كلاما ليحافظ على مكانه فى أقفاص التسلية المنزلية. شيخ هكذا يسمونه فى الفضائيات. يردد كل ما يجعل أصحاب المحطة يحافظون عليه.. يسلِّى المشاهدين ولو بفتوى قتل.. تمنح تصريحا علنيا لأى مُحبَط بأن ينهى حياة أى معارض. حدث مرارا وتكرارا وقتلت فتاوى من هذا النوع فرج فودة، وكادت تفعل بنجيب محفوظ، إلا أن السكين فشل فى قطع شريان الحياة. البغبغان.. يسلى جمهوره بهذه الفتاوى.. كما يسليهم دائما بالاعتداء على حياة الآخرين.. متصورا أن بيده سلطة لا تكلفه سوى إطالة لحيته وارتداء جلباب وقراءة كتب صفراء يخرج منها خرافات وألاعيب يمارس بها سلطة الشعوذة والخرافة.. وصلت التسلية إلى مرحلة القتل. والبغبغان يصدر تصريحا من الله بقتل المعارضين. إنها الشهوة الجامحة، فرض سلطة دولتهم، دولة المشايخ، حيث الحاكم مقدَّس، تُفرض هيبته ولو بالدم. فى قلب أصحاب دولة «المشايخ» غرام بالإرهاب، ولو ارتدى على بدلة الحرب ألف بدلة من الماركات العالمية، ولو وضع على لسانه ألف قطعة سكر من الكلام عن الديمقراطية والصناديق التى حولوها إلى صنم يدورون حوله ويهددون الجميع بقوة سحره وعظمة جبروته. سلطتهم مغموسة دائما بالدم، وكما قلت من قبل الصندوق ليس بندقية أو سكينا تقتل باسمه من يعارضك... الصندوق عقد بين الفائز فى الانتخابات والدولة والمجتمع.. له شروط وقواعد وأحكام وسياقات.. وهذا ما لم يفهمه تيار كامل تصور أنها «الفرصة الأخيرة» لاقتناص ما فشل فيه بالسلاح والعنف والإرهاب الدموى. الإرهاب باسم الديمقراطية.. عند المرسى وكل سلالة جماعات الإرهاب باسم الدين.. هو المحطة الأخيرة لهزيمتهم على أرض الواقع وإفلاس خطابهم بعد انهيار صورة الضحية المطاردة من سلطة الاستبداد الكاكى. هذه التيارات يعشش الإرهاب فى عقلها ووعيها ووجدانها بدرجات، وإن تغيرت نبرة الخطاب المُعلَن.. وهذا ما لا يجعلهم يفهمون التغير الذى حدث فى المجتمع.. ولا معنى وجود «قوة حية» ترفض السلطوية أيا كان مصدرها.. والوصاية أيا كان صاحبها، جنرالا أو شيخا. هذه التيارات الباحثة عن سلطة على المجتمع تخيلت أنها ما دامت توجه نداء باسم الله.. فإن كل المؤمنين سيسيرون خلفهم.. وهنا صدمتهم.. فالوعى الذى عرفهم فى السلطة اكتشف أن لهم دينهم وللشعب دينه.. إنهم يتاجرون بالدين ويلعبون بالعواطف المقدسة.. ولا شىء خلف هذه الألعاب والتجارة إلا نظام مستبد جديد.. لا فرق بينه وبين نظام العسكر إلا فى الزمن.. العسكر يعيشون زمن المماليك حيث الغالب مسيطر.. والمشايخ يريدون عودة السلطنة العثمانية حيث الشعب قطيع السلطان. البغبغان يريد حماية المرسى لأنه عثر فى أيامه على نجوميته.. وخرج عن سيطرة ضابط أمن الدولة الذى كان يوجهه ويستخدمه.. وهو لا يعلم أنه بالإفراط فى ممارسة السلطة سيفقدها. كما لا يعلم المرسى راعى الإرهاب باسم الديمقراطية أن استعانته بمؤسسة الإجرام الرسمى ومشايخ القتل.. لن تزيد سوى الغضب عليه.. والرغبة فى مقاومة غزوته للمدينة. يؤكد كل يوم المرسى ومن وجد نفسه فى حكمه، أنهم غزاة، يتصورون أنهم بهذه البربرية سيخضعون المدينة، ويضعونها تحت السيطرة بعد أن تفر منها قوتها الحية. المرسى يحاول عبر مشايخه وكلاب حراسته أن يخيف قطاعات اجتماعية مثل النساء والأطفال من الالتحام بجسد الثورة الذى ما زال عفويا وتلقائيا تضيف إليه المآسى قوة وإصرارًا على مقاومة البرابرة. إلى المرسى وفرق تعذيبه وبغبغانات الفتاوى بالقتل.. رسالة واضحة: لن نترك مدينتنا. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لن نترك مدينتنا لن نترك مدينتنا



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon