توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأستاذ فاسد مفسود الفسداني

  مصر اليوم -

الأستاذ فاسد مفسود الفسداني

عماد الدين أديب

الجميع، وأكرر الجميع، يرفع شعار محاربة الفساد في كافة المجالات، بينما معدلات الفساد في عالمنا العربي في ازدياد، حسب تقارير المؤسسات الدولية لمحاربة الفساد. والحديث عن الفساد في زماننا هذا حديث شعبوي يدغدغ مشاعر الجماهير المحرومة أو المستفزة من التفاوت الهائل في الدخول أو الثروات بين أبناء المجتمع الواحد. ولأنه كلام في كلام، ولأنه ذو مردود شعبي، فإن أي كاتب خطب لأي مسؤول يجد نفسه دائما ميالا إلى «حشو» فقرة ملتهبة في أي مقطع من مقاطع الخطبة. وأهم عنصر من عناصر مكافحة الفساد هو الشفافية المطلقة في مجتمع مفتوح تتوفر فيه ضمانات حرية التعبير. هنا قد يسألني سائل: «يا باشا الفساد موجود في أكثر المجتمعات شفافية وحرية مثل المجتمع الأميركي؟». نرد ونقول إن الحديث عن «منع» أو «القضاء النهائي» على الفساد هو عبارات أدبية مطاطة لكنها ليست عبارات علمية أو عملية، لأن الفساد موجود منذ بدء الخليقة ومنذ غواية إبليس لسيدنا آدم بأكل التفاحة من شجرة ليس له الحق في الحصول على تفاحة منها؛ لذلك كان الأمر الإلهي بالطرد من الجنة إلى الأرض. إذن الأرض هي مكان يمكن فيه ممارسة الفساد، ولكنه ليس أمرا محمودا أو مقبولا من المجتمع أو القانون. الممكن هو تحجيم الفساد، وإيجاد آليات واضحة وقانونية للكشف عنه قبل ارتكابه أو معاقبة القائمين عليه إذا ما تمت الجريمة. أما محاولة المتاجرة بعملية محاربة الفساد فإنني أجدها عملية رخيصة للغاية، لأنها تتلاعب بمشاعر الطبقات الأكثر حرمانا دون أن تقوم - فعليا - بحماية المال العام للبلاد والعباد والقصاص من سارقيه. أسوأ ما في الذين يرفعون شعار محاربة الفساد أن تزداد معدلاته في عهودهم وبرعايتهم وبواسطتهم ولصالح جيوبهم الشخصية أو جيوب الأصدقاء والأحباب! وأكبر أزمة في مسألة الفساد أنها لا يجب النظر إليها على أنها مسؤولية طرف واحد دون سواه، لكنها مسؤولية 3 أطراف هي: المفسد، و«المفسود»، ومجتمع في حالة «إغماء سياسي واجتماعي» يسمح لهؤلاء بممارسة هذا الفساد! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأستاذ فاسد مفسود الفسداني الأستاذ فاسد مفسود الفسداني



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon