توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من واشنطن اللعب مع الوحش

  مصر اليوم -

من واشنطن اللعب مع الوحش

وائل عبد الفتاح

يسمونها « فضيحة». ويعترف بها بطلها ديفيد باتريوس رئيس المخابرات، بنفسه ويقدم استقالته بعد 14 شهرا فقط. يهتم الملايين بالتفاصيل المثيرة.. والنميمة.. حول «الغرام الطائش» للجنرال مع الكاتبة التى كتبت سيرته الذاتية.. وتمعن الصحف بالتفاصيل المثيرة وتعطل الموقع الرسمى للسيرة بسبب الضغط الرهيب على بُعد ساعات قليلة من الكشف عن شريكة القصة. ماذا فعل النظام؟ مكتب التحقيقات الفيدرالية «F.B.I» كان مهتما بالبحث عن المخاطر الأمنية وهل تعرض رئيس المخابرات لابتزاز بسبب هذه العلاقة أم لا؟ أوباما قبل الاستقالة مع «تمنيات بأن يتجاوز باتريوس محنته العائلية».. وهنا تكرست بعيدا عن الجو المثير للفضيحة قدرة ما على إصلاح النظام لذاته وفق فكرتين أساسيتين: الأولى: لا أحد كبير على المحاسبة. الثانية: النظام لا يرتبط بشخص. وهما الفكرتان الكبيرتان فى ما يتعلق بقوة النظام الأمريكى وقدرته على إدارة مصالح هى بشكل ما «إمبراطورية».. ولها شبكة تفاصيل دقيقة مع كل طرف فى العالم. يتم هذا وفق اعتقاد تقوم عليه الديمقراطية الأمريكية بأن النظام فى صالح كل أطراف اللعبة، وكسر النظام لصالح طرف سيعمم الخسارة.. على الجميع. هذا واحد من أسرار القوة لا تفهمه الدول التى تعيش تحت خط الديمقراطية.. وهذا ما يجعل الانتخابات تتم وفق اتفاق عمومى على نزاهتها، لأن هذا فى الصالح العام لا فى صالح الطرف الفائز فقط، وهذا أيضا ما يربى ثقة المواطن فى العملية الديمقراطية التى لا تمثل استثناءً أو منحة من الجالس على المقعد العالى. ما زالت عندنا الانتخابات «عرسًا ديمقراطيًا»، لأنها تتم بمنطق الاستثناء، وما زال الهدف ليس انتخابات نزيهة يحترم الجميع قواعدها كما يحدث فى مباريات كرة القدم، بل يحاول كل طرف فى السلطة ضمان سيطرته على إدارة الانتخابات ليضمن نجاحه.. لأن الديمقراطية كما يراها المستبدون ليست إلا رخصة استبداد. النظام الانتخابى فى أمريكا حديث، وتحرص كل إدارة على تطويره لتتوسع دوائر المشاركة، وبعد أيام قليلة من انتهاء الانتخابات الرئاسية بدأ التفكير فى كيفية تفادى وقوف الناخبين فى طوابير طويلة. فى المقابل يحتاج النظام الديمقراطى فى أمريكا إلى تغيير، لكى لا ينحصر الاختيار بين شخصين وفق عملية انتخابية تلغى صوت الفرد العادى لصالح تصويت الولاية..وهو ما يجعل العديد من الناخبين يرفضون الذهاب إلى التصويت، لأن أصواتهم غير مؤثرة مع المعرفة المسبقة بولاء كل ولاية لأحد الحزبين. نظام انتخابى حديث ونظام ديمقراطى يحتاج إلى تغيير قبل الوصول إلى الطريق المسدود.. وهذا هو الأمل فى نجاح أوباما القادم بقوة «الكتلة الحية» (شبابا ونساء وأقليات…) التى ربما تفتح المجال لتوسيع الديمقراطية بأفكار جديدة. هذا ما يجعل فضيحة رئيس المخابرات قوة مضافة للنظام لا خصم منه، كما أن أوباما عندما نجح لم يعتبر أن فرصته هى أكل الدولة وهضمها، لكنه اعترف بأن الجدل الصاخب والحروب حول تفاصيل فى السياسات الداخلية كلها تصب فى صالح أمريكا. لم يعتبر أن منتقديه أعداء ومعارضيه خونة.. يعطلون مسيرة نهضته.. أو يوقفون صعوده. ورغم أنها كانت واحدة من أشرس معارك الرئاسة واستخدمت فيها كل حتى الأساليب القذرة، فإنها انتهت بالاعتراف المتبادل: رومنى بالهزيمة وأوباما بأنه لا يملك وحده المواقف الصحيحة. اعترافات ليست إنشائية، لكنها وعى بأنه لكى تكون وحشا فاعرف أن قوتك ليست فى التهام الآخرين، ولكن فى صنع علاقات تظل فيها أنت القوى والمسيطر. وبهذا المنطق فكرت: كيف ستلعب مصر مع الوحش؟ كيف ستكون العلاقات بين أمريكا ومصر فى هذه اللحظة الحرجة؟ والواقع أن السؤال كان أكبر مما توقعت، خصوصا أن كواليس اللاعبين الأساسيين فى الملف المصرى لا تملك إجابات محددة، على العكس يسألون: ماذا نفعل؟ وهكذا فالحكايات من واشنطن لم تنته بعد. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من واشنطن اللعب مع الوحش من واشنطن اللعب مع الوحش



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon