توقيت القاهرة المحلي 13:45:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوة السلاح أو قوة السياسة؟

  مصر اليوم -

قوة السلاح أو قوة السياسة

عماد الدين أديب

نعيش منذ فترة مرحلة شديدة الخطورة، تقوم على مبدأ أن الثورة تعطي لأي مواطن أو أي جماعة أن تستخدم القوة والعنف وضغط الحشد الجماهيري لاقتحام أي مبنى خاص أو عام، ولمنع أي موظف عام أو خاص من مغادرته أو دخوله لمكتبه. كل ذلك تحت شعار الثورة، بينما الفعل الثوري الحقيقي هو «التغيير الجماهيري عبر الوسائل السلمية التي لا تخالف النظام العام والقانون». بعض المفكرين يصرون على أن الثورة فعل خارج القانون السائد بطبيعته، لأنه لو كان قانون النظام السائد منصفا وعادلا لما تمت الثورة عليه. مهما كان رأينا في القانون السائد، فإن هناك مجموعة من المبادئ تنص عليها قواعد تأسيس أي دولة عصرية، مثل الفصل بين السلطات، وأن الشعب هو مصدر التشريع، وأن احترام الملكيات الخاصة والعامة أمر مقدس، وواجب الدولة حمايتها. ونتفق على النظريات السياسية.. «إن الدولة هي وحدها التي تمتلك أدوات العنف، وإنها تمارس هذا الحق حسب سلطة وقواعد ينظمها القانون». ولا يمكن في أي دولة قانونية عصرية أن يكون هناك ازدواج في استخدام العنف، بمعنى وجود جيش وطني وميليشيات خاصة، أو وجود شرطة منظمة مقابل قوى حزبية تحمل السلاح. هذه الازدواجية هالكة ومهلكة لكل من طبقها على مر التاريخ. وما تشهده بعض الدول هذه الأيام ينذر بمخاطر عظيمة تهدد أمن البلاد والعباد. في ليبيا، اقتحم، أول من أمس، مئات المسلحين مقر البرلمان احتجاجا على تشكيلة الحكومة. وفي مصر، عطل مئات المعتصمين حكومة الدكتور كمال الجنزوري عن عقد جلساتها طوال فترة عهدها الوزاري. وفي تونس، هدد ناشط سلفي وزير الداخلية التونسي بالاستشهاد واستخدام القوة، وأظهر كفنه أمام شاشات التلفزيون. وفي حال سقوط النظام في سوريا، لا يتوقع أن يكون الانضباط السياسي لسلطة القانون هو الأمر السائد، بل ستكون المسألة هي: 1 - جمع السلاح غير الشرعي من أيدي المقاتلين. 2 - تحويل المقاتلين من ميليشيات إلى أحزاب سياسية. 3- إقناع القوى الشعبية أن أجهزة الدولة، وليس مظاهرات الشارع، هي المؤهلة لإدارة شؤون البلاد. لا بد للثورة في لحظة تاريخية ما أن تنتقل من الشارع إلى المؤسسات الشرعية. ولا بد لسلاح الثورة في لحظة تاريخية ما أن ينقل من مخازن الميليشيات المقاتلة إلى مخازن الدولة، لأنه يجب ألا يكون للبلاد شرطتان، وجيشان، وسلاحان! ولا بد أن الرد على أي فعل سياسي يجب أن يكون بفعل سياسي مضاد، وليس بقوة بدنية أو بقوة مسلحة تحاول فرض إرادة طرف ضد آخر بالقوة. القوة الوحيدة المقبولة في الدولة القانونية العصرية هي قوة الصندوق الانتخابي الديمقراطي. الهزيمة والانتصار ليسا بالسلاح أو باقتحام المرافق العامة أو البرلمان، ولكن بالعمل السياسي الشرعي القائم على إرادة الأغلبية، عبر الصندوق الانتخابي الحر. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة السلاح أو قوة السياسة قوة السلاح أو قوة السياسة



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon