توقيت القاهرة المحلي 03:13:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البعض يعيش في كوكب آخر!

  مصر اليوم -

البعض يعيش في كوكب آخر

عماد الدين أديب

هناك نكتة قديمة في مصر يعاد إنتاجها هذه الأيام، تقول إن مذيعة التلفزيون الرسمي ذهبت إلى إحدى القرى النائية في الريف وأجرت حوارا مع رجل طاعن في السن، فسألته: «ماذا تريد من الرئيس؟».. فرد عليها مستعلما: «أي رئيس؟».. فقالت: «الرئيس الدكتور محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب». فبدا العجب والدهشة على وجه الرجل.. فسألته: «ألا تتذكر المجلس العسكري الذي سبق مرسي؟».. فظهرت علامات دهشة أكبر على وجه الرجل المسن، وتساءل: «عن أي مجلس عسكري تتحدثين؟».. ردت المذيعة: «عن المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق محمد حسني مبارك؟». بادرها الرجل على الفور: «ومن مبارك؟».. فقالت المذيعة: «مبارك الذي خلف أنور السادات؟». عاد الرجل وسألها: «ومن السادات؟».. فقالت «الذي خلف عبد الناصر الذي أطاح بالملك فاروق رحمة الله عليه». هنا صرخ الرجل وقال: «هوه مولانا الملك فاروق مات... الله يرحمه!!».. وانهار باكيا. انتهت النكتة، ولكن يبقى المعنى، وهو شعور بعض الناس بتوقف الزمن، وإصابتهم بحالة من الخلل في الإدراك، ورفضهم لقبول الواقع والمتغيرات. وحتى لا تظنوا أنني أبالغ اقرأوا ما جاء في الصحف ووسائل الإعلام عن نتائج حوارات الجيش الليبي النظامي مع مقاتلي منطقة قبائل بني وليد التي ما زالت تؤمن بأن القذافي حي لم يقتل، وتطالب بعودته، وترفض الاقتناع كليا وجزئيا بأن نظام القذافي قد انتهى، وأن أركانه إما قتلوا أو هربوا أو يستعدون للمحاكمة. وما زال بعض أقطاب «البعث» العراقي في جحورهم في العراق يؤمنون بفكر قائدهم صدام، ويعدون العدة للعودة بالعراق الحالي إلى قديمه البعثي. وآخر صور الرئيس بشار الأسد كانت في أحد مساجد دمشق لأداء صلاة العيد الأضحى، وكان «مبتسما باشا سعيدا» بمناسبة الهدنة الهشة التي لم تصمد والاستقرار الذي اختفى. هكذا يعتقد الرئيس بشار الأسد، بينما كل ما هو على كوكب الأرض يعتقد عكس ذلك! أن تصنع عالمك الخاص بك، وتنفصل عن الواقع، وترفض قبول الحقائق كما هي، حتى لو كانت حقيقة الموت، فهذا هو مرض نفسي اسمه «الخلل في الإدراك». نحن نعيش في عصر العالم الافتراضي لبعض صناع القرار الذين قرروا أنهم وحدهم دون سواهم الذين يمتلكون الامتياز الحصري للحق والحقيقة. هؤلاء مصيرهم الهلاك الأكيد. نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البعض يعيش في كوكب آخر البعض يعيش في كوكب آخر



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon