توقيت القاهرة المحلي 12:43:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة المعارضة الإسلامية

  مصر اليوم -

أزمة المعارضة الإسلامية

عماد الدين أديب

كان هناك ضوء أمل كبير في نفق العالم العربي المظلم، عقب ثورات الربيع العربي. واستبشر البعض خيرا بصعود تيارات عصرية ومتطورة للإسلام السياسي. وظل حزب «النهضة» التونسي وزعيمه المفكر والسياسي المعتدل راشد الغنوشي نموذجا ينظر إليه بكل احترام وتقدير. المؤلم أن الخلافات بين القوى السياسية في تونس، التي تنذر بانشقاقات كبرى، بدأت تظلل حزب النهضة وزعيمه بالعديد من الشكوك والاتهامات التي طالت حقيقة اعتداله. أول من أمس، اتهم الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس الغنوشي بالبعد عن الاعتدال، وقال: «إنني أعتذر للرأي العام عن تقييمي السابق بأن حركة النهضة تمثل الإسلام المعتدل». ورد السبسي حول اتهام الغنوشي له بأنه يحاول «شيطنة حركة النهضة»، قائلا: «إن الشيطان يعرف الشيطان»! ويبدو أن حركات إسلامية مماثلة في العالم العربي تواجه الآن مرحلة الانتقال من «الرهان عليها» إلى «الخوف منها»، وتواجه تغييرا نوعيا في مواقف الأطراف المحلية والإقليمية، بل والدولية، التي كانت ترى - في بدء الثورات - أن مساهمتها في الحياة السياسية فيها «ضمان عظيم لشيوع أفكار الاعتدال». الآن هناك قمة تحول في آراء كثير من النخب السياسية والفكرية في العالم العربي تجاه تيار الإسلام السياسي، بدءا بتونس إلى ليبيا إلى سوريا إلى لبنان وصولا للمغرب والجزائر وصولا للكويت إلى مصر حتى الأردن. كل هذه القوى الإسلامية صعد دورها السياسي في بلدانها مؤخرا، إما من خلال تحركات سياسية أو أغلبية برلمانية أو مقاعد في الحكومة أو الوصول إلى مقعد الرئاسة. وراهن البعض وبقوة على أن المنطقة سوف تشهد تغيرا نوعيا في أسلوب إدارة البلاد والعباد. ولم يتوقف البعض أمام حقيقة أساسية، وهي أن القدرة على لعب دور المعارضة بقوة وببراعة لا تعني أن صاحب هذا الدور قادر على لعبه بنفس القوة والبراعة، إذا ما انتقل من حالة المعارضة الدائمة إلى مقاعد الحكم فجائيا من دون ترتيب مسبق. عاشت المعارضة الإسلامية إما في المعتقلات والسجون أو أسيرة لحملات من التضييق السياسي والضربات الأمنية الموجعة والمتكررة. إننا في وضع شبيه بفريق كرة قدم ظل طوال عمره يجلس على مقاعد البدلاء، من دون أي أمل في المشاركة، ثم فجأة ومن دون مقدمات طلبنا منه أن ينزل للملعب لمواجهة فريق البرازيل! وكل عام وأنتم بخير. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة المعارضة الإسلامية أزمة المعارضة الإسلامية



GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تذبذب أسعار النفط مع استمرار حروب الشرق الأوسط

GMT 05:14 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مصر في وسط العاصفة الإقليمية!

GMT 05:12 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«داعش» في موزمبيق: ضمير غائب في أفريقيا؟!

GMT 05:08 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دراما عظيمة... لكن من يتجرّأ؟

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الهرم والمهووسون بالشهرة!

GMT 05:02 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ما بعد الرد الإيراني

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دبة النملة

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 12:05 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«تلايا الليل» تضيء مسرح المجمع الثقافي

GMT 09:21 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضيركيك الأكلير بالشوكولاتة

GMT 12:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

إيمري يرفض التفريط في هدف سان جيرمان

GMT 10:35 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ديكورات مطابخ عصرية باستخدام الخشب مع اللون الأسود

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تدرس استخدام "الثلج الناري" لحلّ أزمة الطاقة

GMT 16:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يؤكّد أن إجراءات التحقيق مع "تشيلسي" مازالت مُستمرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon