توقيت القاهرة المحلي 03:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خارطة جديدة للعالم العربي؟

  مصر اليوم -

خارطة جديدة للعالم العربي

عماد الدين أديب

قال القائد العظيم شارل ديغول: «إن السياسة ابنة التاريخ، والتاريخ ابن الجغرافيا، والجغرافيا ابنة قواعد ثابتة لا تتغير». أطلق ديغول هذه العبارة عام 1958 ولم تكن هناك بعض المتغيرات الأساسية قد برزت وأدت إلى تغيير بعض مبادئ هذا القائد الفرنسي حول ثوابت الجغرافيا، أهمها: 1) إن الحدود المرسومة التي نتجت عن الحرب العالمية الثانية والتي ظن البعض أنها مستقرة ودائمة بشكل مطلق قد تغيرت. سقطت الكتلة الشرقية في أوروبا بسقوط «الشيوعية»، وأصبح الاتحاد السوفياتي الموحد دويلات متناثرة. وأصبحت فيتنام موحدة، وسقط سور برلين وعادت ألمانيا الموحدة قوية وعظيمة من خلال اقتصاد يقود أوروبا كلها. 2) لم يعد استقرار الخريطة السياسية عند حافة بحر أو حدود جبال أو شواطئ محيط يعني أن الجغرافيا الطبيعية حكمت على صاحبها بحدود دائمة مستقرة غير قابلة للتغيير. وبظهور الجيل الجديد من الصواريخ العابرة للقارات والطويلة والمتوسطة المدى ودخول عصر البرمجيات الحديثة لتحول الصاروخ من حالة قوة الدفع إلى حالة «العقل الذكي» القادر على تحديد وإصابة الهدف بدقة، تغيرت نظرية الحدود الآمنة الدائمة. 3) قبول المجتمع الدولي الدائم والمستمر لظهور كيانات سياسية جديدة أو منقسمة على ذاتها طالما تم تغليفه بـ«حق تقرير المصير» من قبل الشعوب. هذه المقدمة الطويلة هدفها أن نحذر من أن شكل الخارطة السياسية للعالم العربي بدوله وكياناته وحدوده الدولية من بعد الحرب العالمية الثانية أو ما قبلها على مر التاريخ ليس ضمانا كافيا لاستمرار هذه الدول. وأستطيع أن أؤكد أنه في خلال فترة من 20 إلى 30 عاما سوف نشهد خارطة جديدة لدول العالم العربي. هذه الخارطة ليست ثابتة ودائمة وليست حسب الحدود والكيانات التي نعرفها الآن. هذه الخارطة قد تجعل عدد أعضاء دول جامعة الدول العربية مضاعفا. هذه الخارطة سوف تؤدي إلى تقسيم عرقي وطائفي وقبلي للكيانات التي فشلت في الاندماج في مشروع الدولة الموحدة من العراق إلى اليمن ومن الجزائر إلى ليبيا. سوف نرى دولا لأقليات مذهبية أو قبلية مثل البربر والأمازيغ والنوبة والأقباط والشيعة والعلويين والدروز ومسيحيي الشرق والأكراد. وقد نرى شرق الأردن دولة لحالها، وغزة بعيدة عن الضفة، وجنوب لبنان بعيدا عن شماله. إنه السيناريو الذي نرفض تصديقه! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خارطة جديدة للعالم العربي خارطة جديدة للعالم العربي



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon