توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حنّا السكران

  مصر اليوم -

حنّا السكران

أسامة غريب

ماذا لو قرر حنا السكران أن يقلع عن الشراب؟ هل يستطيع الوفاء بمسؤولياته وهو بهذه الحالة المزرية كونه مستفيقاً؟ دأبت الدراما على أن تقدم لنا السكران أو متعاطى المخدرات وهو يترنح من فرط الهشاشة والوهن، كما قدمته تائها زائغ البصر لا يحسن التفوه بجملة مفيدة بعد أن غاب وعيه أو كاد. فى الفيلم الأمريكى «رحلة الطائرة» قام دينزل واشنطن بدور كابتن طيار واجهته مشكلة فنية أثناء قيامه بإحدى الرحلات بينما كان يحلق على ارتفاع 30 ألف قدم. استمرت مشاهد الصراع والكابتن يبذل أقصى جهده فى السيطرة على الطائرة المنفلتة، وفى النهاية وصلنا لما كان محتمٌ حدوثه وهو سقوط الطائرة وارتطامها بالأرض وهو الأمر الذى نجح الكابتن فى أن يصل إليه بأقل خسائر ممكنة حيث نجا معظم الركاب. بعد الحادث أقرت الهيئات المختصة بأن ما فعله الكابتن يعد من قبيل المعجزات حيث إن طائرة لم تواجه فى السابق مخاطر كهذه دون أن تتحطم ويلقى جميع ركابها مصرعهم، وتم توجيه اللوم للشركة المصنعة على هذا العيب الفنى الخطير. لكن لو عدنا للمشاهد الأولى للفيلم والتترات ما زالت تنزل قبل أن يتوجه الكابتن إلى المطار للقيام بالرحلة لشاهدناه فى منزله وبصحبته إحدى الحسناوات بعد سهرة حافلة، ورأيناه يمزج كوكتيلا من الخمور يزدرده دفعة واحدة ثم يقوم بوضع سطرين من الهيرويين على سطح المنضدة ويستنشقهما، ولرأينا على وجهه علامات الانتشاء والتوازن قبل أن يغادر المنزل إلى المطار ليطير بالطائرة المشؤومة. المشكلة أن التحقيقات حتماً ستكشف أن هذا الطيار الذى أنقذ الركاب هو شخص مستهتر غامر بحياته وحياة المسافرين معه، كما عرّض سمعة شركة الطيران للضياع وكبدها خسائر فادحة بأن قاد الطائرة وهو تحت تأثير الممنوعات وانتهك بذلك كل القوانين المنظمة للطيران المدنى وهو ما يستوجب سحب الرخصة منه وفصله من الوظيفة، غير الملاحقات الجنائية والمدنية التى سيواجهها أمام أسر الضحايا. لن يذكر أحد بعد اكتشاف إدمانه أنه تمكن من تقليل الخسائر وفعل ما لا يستطيع غيره من الطيارين أن يفعله كما شهدت الهيئات المختصة فى السابق. تكمن المسخرة فى أن هذا الكابتن الذى أدمن المخدرات أصبح يعجز عن الاستفاقة والاتزان والتصرف الطبيعى إلا إذا كان تحت تأثير التعاطى! وهذا معناه ببساطة أن الذين خرجوا أحياء من هذه الكارثة الجوية يدينون بأعمارهم لهذا الطيار الماهرالذى استطاع شحذ قواه واستجماع مهاراته ومواجهة الموقف الخطير بفضل الحالة التى وفرتها له المخدرات!. فيما يتعلق بالتعاسة التى يسعى البعض لمقاومتها بالخمر والمخدر فإنها ليست موضوعنا الآن وإنما نعود للسؤال: ماذا لو قرر حنا السكران الإقلاع عن الشراب؟ وهل يتمكن من الوفاء بمسؤولياته وهو فى هذه الحالة المزرية كونه مستفيقاً؟ نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنّا السكران حنّا السكران



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon