توقيت القاهرة المحلي 00:39:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا واخد القرد

  مصر اليوم -

يا واخد القرد

أسامة غريب

كلما أمعنت النظر فى الأمثال الشعبية التى تتردد بين العامة وجدت معظمها أمثالاً منحطة تخاصم الشهامة والكبرياء وتعلى من قيم النفاق والخنوع وتقبيل أحذية الأقوياء. يسرى هذا على الأمثال التى تصف العلاقة بين الحاكم والمحكوم كالمثل الشهير: اللى يتجوز أمى أقول له يا عمى، كما يسرى على الأمثال التى تتصل بالعلاقات الاجتماعية بين الأفراد والتى لم تخل أيضاً من نفس الآفات والعلل، ومنها هذا المثل الذى يضحكنى بشدة كلما سمعته والقائل: يا واخد القرد على ماله.. يروح المال ويفضل القرد على حاله!.. المثل هنا يحذر الذى يضحى بالجمال عند اختيار شريك حياته ويقبل أن يتزوج بشخص قبيح مقابل الثراء الذى ينتظره.. يحذره من أن المال الذى أغواه سوف يفنى حتماً ثم لا يتبقى له سوى وجه القرد. قد يبدو للوهلة الأولى أن هذا المثل الذى يدّعى الحكمة يغترف من نبع الأخلاق الكريمة التى تعلى من قيمة الحب والمودة فى العلاقة الزوجية، لكن الحقيقة أنه لا يحفل إطلاقاً بمثل هذه الأشياء، وكل الذى يشغل سيدنا الحكيم صاحب المثل هو أن الحسبة على الأغلب خاسرة لأن المال سيفنى وسيأخذ الأخ صابونة نابلسى فى النهاية! ومن الواضح أم من يرددون المثل وهم يظنون أنفسهم يحسنون قولاً لم يدر ببالهم أن من يعتبرونه قرداً ويجلسون للتآمر عليه.. بعضهم ينصح بنبذه والابتعاد عنه وبعضهم يسعى لنهب ماله هو إنسان فى المقام الأول له مشاعر وأحاسيس يتعين إحترامها، وهو بالتأكيد لم يسع للزواج بالأكثر وسامة وجمالاً، إذ قد يكفيه إنسان يكافئه فى الملامح يسعد معه فى زيجة متعادلة ليس فيها غالب ولا مغلوب، وهو لا يدرى وهو يجلس فى حاله أن القوم اتخذوه هدفاً لأفكارهم وتنازعهم الشرير!.. فضلاً عن شىء مهم غاب عن الأوباش الحكماء هو أن مال القرد قد يخيب ظنهم ويحقق المفاجأة فيزيد ويربو، وأنّ ثروته قد تتضاعف، لأن فناء المال هنا ليس قدراً محتوماً، بل ليس هناك ما يدعو لحدوثه من الأساس إذا ما أحسن القرد المفترض إدارة أعماله ومشروعاته وسهر عليها بجد واجتهاد.. فماذا يكون الموقف وقتها؟. هل يقر الضمير الجمعى الذى رحب بالمثل وتسافل على شخص برىء، كما أظهر الشماتة فى المغفل الذى سيأخذ بُمبة.. هل يقر بخطئه لأنه أساء تقدير إمكانات القرد الإدارية والتنظيمية؟ وهل يعتذر ويدعو صاحبنا إلى البقاء معه واتخاذه زوجاً حقيقياً ما دام ماله مازال موجوداً، ومن ثم يعمل على إسعاده وإحاطته بالرعاية والاهتمام بما يضمن اغتراف أكبر قدر من فلوسه التى لا تنفد.. ثم يدعو الآخرين إلى احتذاء موقفه والبحث عن قرد ناصح لكل منهم ممن لا يفنى ماله ولا تضيع ثروته! صحيح.. أمثال غبية فضلاً عن كونها واطية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا واخد القرد يا واخد القرد



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon