توقيت القاهرة المحلي 23:58:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشقيقة الكبرى.. أبوظبى!

  مصر اليوم -

الشقيقة الكبرى أبوظبى

أسامة غريب

فى العرف الدبلوماسى بين الدول هناك أكثر من إجراء للاحتجاج وإبداء الغضب من دولة ما تجاه ما تراه ماساً بها من دولة أخرى. من هذه الإجراءات أن يقوم وزير الخارجية باستدعاء سفير الدولة المعنية لتوضيح موقف دولته وتفسير تصرفها غير المقبول. وهناك شكل أكثر تصعيداً يتمثل فى سحب الدولة لسفيرها من البلد المسىء وعودته لبلده، وفى هذه الحالة يقال إنه عاد للتشاور، ويكون هذا الإجراء فى العادة مقدمة لاهتمام الدوائر العليا فى البلدين بالموضوع، وينتهى الأمر إما بالتصافى وعودة المياه لمجاريها أو بقطع العلاقات.. حسب الحالة! فى خطابه أمام الأمم المتحدة، منذ عدة أسابيع، طالب الرئيس التونسى المنصف المرزوقى بالإفراج عن الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى، وهو الأمر الذى رأته القاهرة ماساً بها وبسيادتها، فقامت بالاحتجاج من خلال استدعاء السفير المصرى فى تونس من أجل التشاور. إلى هنا والأمر عادى وطبيعى تماماً بصرف النظر عن الموقف مما طالب به المرزوقى بالقبول أو بالرفض. لكن الذى استوجب الدهشة هو قيام دولة الإمارات الشقيقة باستدعاء سفيرها فى تونس غضباً لمصر، واحتجاجاً على التدخل التونسى فى شؤونها!! من الممكن أن يقال فى هذا الصدد إن الموقف الإماراتى يمثل دعماً للنظام المصرى الذى يواجه ضغوطاً، بعضها داخلى وبعضها من الخارج، وهذا عظيم ومحمود..غير أنه يظل مع ذلك داعياً للدهشة، طبقاً للأعراف الدبلوماسية، إذ إن الدول تحتج فى العادة على ما يمسها هى وليس على ما يمس غيرها، وطالما أن الأمر لا يتعلق بعدوان مسلح، فإن الدول فى العادة تنأى بنفسها عن الدخول بين دولتين، خاصة إذا كانت هاتان الدولتان شقيقتين والدولة الغاضبة بالوكالة شقيقة أيضاً!! الامتنان واجب بطبيعة الحال للإمارات على موقفها الداعم لمصر، رغم أن البعض رأى أن غضب أبوظبى من التدخل التونسى فى شؤون مصر الداخلية واستدعاءها سفيرها من تونس هو أيضاً تدخل فى شؤون مصر الداخلية! ويقال فى أسباب الدهشة أيضاً إن البلدان والشخصيات التى طالبت بنفس ما طالب به الرئيس التونسى كثيرة.. فعل ذلك قادة ورؤساء أحزاب فى فرنسا وألمانيا وأمريكا وتركيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وغيرها، ومع ذلك مر الأمر دون غضب دبلوماسى أو سحب سفراء، فلماذا توجهت الغضبة إلى تونس بالذات؟! من المؤكد أن النظام الحاكم فى مصر يشعر بالامتنان لدولة الإمارات الشقيقة، التى لم تكتف بالرعاية المالية والدعم الإعلامى، وإنما صارت كفالتها تمتد إلى الحماية الدبلوماسية، ولو أدى الأمر إلى قطع العلاقات مع من يسىء لمصر، وهذا لعمرى دور جليل كانت مصر تقوم به فى السابق نحو الشقيقات الأصغر التى كانت تتطلع للحرية، وتواجه الغضب الخارجى من أجلها. كل الشكر للإمارات التى أصبحت تمد مظلة حمايتها على مصر ولا تدع أحداً يضايقها دون أن يفلت من العقاب، مع دعاء بأن يديم علينا أفضال الشقيقة الكبرى أبوظبى. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشقيقة الكبرى أبوظبى الشقيقة الكبرى أبوظبى



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon