توقيت القاهرة المحلي 07:15:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجسد المستباح

  مصر اليوم -

الجسد المستباح

أسامة غريب

فى اعتقادى أن التعامل الخشن لأى ذى سلطة فى مصر مع المواطن هو أمر موجود فى الجينات، وقابع فى تلافيف الجمجمة، ولا يحتاج إلى أوامر أو تعليمات من الرؤساء، وإليه يعزى إلى جانب أشياء أخرى، سلوك رجال الشرطة فى زمن مبارك، وكل ما سبقه وما تلاه!. وهذا فى الحقيقة يصعب إلى حد كبير مهمة من يريد أن يُلزم الأجهزة الأمنية باحترام القانون لدى التعامل مع الناس.. البرىء منهم والمُدان. لا أنكر أن لدينا تراثاً طويلاً من الدفاع عن الحقوق ضد وحشية الأجهزة الأمنية، لكن ما يدهش هو أن الدفاع يكون فى الغالب منصباً على الأبرياء، الذين تعتقلهم الشرطة وتنكل بهم، أما المجرمون فلا أحد يتصور أن شتمهم أو ضربهم يشكل جريمة!. الناس تميل فى العادة إلى التسامح مع الانتهاكات، التى يتعرض لها من يرونهم مجرمين، نحن نردد كالببغاوات أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، ومع هذا فإننا لا نمانع فى أن يتم ضرب هذا المتهم البرىء أثناء القبض عليه، وبعد القبض عليه، وطوال مدة تشريفه فى قبضة السلطة!. هذا فيما يخص المتهم البرىء، فما بالنا بالأمر إذا تعلق بمن تم الحكم عليه وإدانته، ثم قبعه بالسجن لقضاء فترة العقوبة...هذا يتعامل معه الجميع باعتباره أقل من كلب، فلا يأسى أحد على حاله، ولا يجزع أحد من تعذيبه، وذلك لأنه مجرم!. ويمكننى أن أعطى مثالاً بسيطاً يوضح فكرتى، وهو أنك أنت شخصياً إذا قمت بالاستجابة لنداء سيدة فى الشارع تصرخ قائلة: حرامى، وقمت مع غيرك من الناس بمطاردة اللص.. هل تراك تشعر بأى غرابة عندما تجد الناس بعد الإمساك بالحرامى يوسعونه صفعاً ولكماً وركلاً وبصقاً؟. هل تجد فى نفسك رغبة فى الدفاع عنه وحمايته من الأذى؟. بل هل كنت تستطيع السيطرة عليه، والإمساك به دون التورط فى إيذائه بدنياً؟. أغلب الظن أنك لا تستطيع.. وكذلك رجال الشرطة لا يستطيعون الإمساك بحرامى دون أن يتعرض على أيديهم للإصابة حتى لو كان مسالماً، ولم يقاوم! والسبب هو إيمانهم مثل المواطن العادى بأن المتهم مستباح، ولعل هذه هى البذرة التى أثمرت شجرة العلقم، وجعلت أجهزة الأمن تتمادى فتصيب الجميع بجهالة، وتصبح إهانة الناس هى الأصل، واحترامهم أمرا غير موجود فى دليل العمل الشرطى! الموضوع كبير والمشوار طويل، وأول خطوة فيه أن يحترم المواطن المدنى حقوق أخيه المواطن المدنى، ثم تنتقل هذه الروح بالتدريج إلى رجال الأمن. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجسد المستباح الجسد المستباح



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon