توقيت القاهرة المحلي 00:50:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الوقت المناسب

  مصر اليوم -

في الوقت المناسب

مصر اليوم

  آخر معركة جوية جرت بين الطيران الإسرائيلي والطيران السوري كانت في زمن الأب حافظ الأسد عام 1982، ووقتها استطاع الطيران الإسرائيلي اسقاط عشرات الطائرات السورية التي شاركت بالمعركة دون ان تنجح سورية في اسقاط طائرة واحدة للعدو.بعد ذلك أدركت سورية عقم محاولات مجاراة إسرائيل في المعارك الجوية واتجهت بكليتها نحو العمل على حيازة الصواريخ الباليستية التي يمكنها القيام بعمل الطائرات في قصف مواقع العدو دون التعرض لخطر السقوط وموت الطيارين. وبطبيعة الحال فان أمريكا وإسرائيل أخذتا في تطوير برامج لاعتراض الصواريخ وتم تدشين بطاريات باتريوت التي أظهرت كفاءة نسبية في اسقاط الصواريخ المهاجمة، وزادت إسرائيل على ذلك بتبني برنامج لانتاج الصاروخ أرو، حتى وصل الأمر الى مشروع القبة الحديدية التي تعتمد عليها إسرائيل حالياً. خطر هذا ببالي بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق والتي أكدت لي ان الجيوش العربية هي أهم ما تعتمد عليه إسرائيل في حماية أمنها..فالجبهات الخالية من الجيوش النظامية كالجنوب اللبناني وقطاع غزة هي التي تشكل خطراً على أمن إسرائيل، أما الجبهات الآمنة فهي التي تتولى الجيوش حراستها!. وقد دفعني القصف الإسرائيلي العنيف للمواقع السورية للتساؤل حول جدوى التسلح ووضع المجتمع كله داخل قفص حديدي محكم بدعوى النضال والممانعة والصمود والتصدي، مع اضاعة السنين في حيازة طائرات لا يمكنها دخول معارك جوية مع الطيران الإسرائيلي.. وبعد اكتشاف ذلك ندخل في عملية اضاعة جديدة للوقت والمال في حيازة الصواريخ التي لن نستعملها أيضاً!. وربما يعيدنا ذلك الى نصيحة واحد من أشرف وأكفأ أبناء العسكرية المصرية هو الفريق سعد الذين الشاذلي القائد العسكري لحرب أكتوبر الذي أوصى في مذكراته من يريد ان يواجه عدوه عسكرياً بضرورة الحصول على سلاح متطور أكثر مما لدى العدو..اذ ما جدوى الحصول على أسلحة ضعيفة سوف يتم تدميرها عند أول مواجهة؟ وما فائدة سلاح طيران تخشى عليه من الذراع الطويلة لإسرائيل فتتركه يصدأ في الدُشم ولا تستعمله أبداً لتأكدك من أنه مقضي عليه اذا غامر بالدخول في المعارك؟.ان الفريق الشاذلي يقدم هنا نصيحة مخلصة نابعة من قلب محارب وطني عظيم عندما يدعو العرب الى توفير نفقات التسليح واستخدامها في تحسين أحوال الناس المعيشية بدلاً من ربط البطون والتقتير على الشعوب من أجل توفير المال لشراء سلاح لا فائدة منه.. ولا يعني هذا بطبيعة الحال ان الرجل لا يريد محاربة العدو، بل ان العكس هو الصحيح، لكنه يسخر من مليارات الدولارات التي تنفقها الدول العربية في شراء أسلحة غربية محدودة الأثر ثم وضعها في المخازن ليأكلها الصدأ، وذلك لإدراك من اشتراها منذ البداية أنها لا تصلح لمواجهة الأعداء الحقيقيين، لكن تصلح لحل أزمة البطالة لدى عمال المصانع التي أنتجت السلاح الوهمي، أو تصلح ليقاتل الشقيق بها شقيقه!. أما الحالة السورية التي لا تتسلح بالسلاح الغربي الذي قام مصدّروه بنزع التكنواوجيا منه قبل إرساله إلينا، وانما تعتمد على السلاح الروسي والكوري والايراني فانها لا تتعلق بعدم جدواه- اذ إنه أثبت فعالية كبيرة في معارك الجنوب اللبناني- لكنها تتعلق بالارادة السياسية الخائرة لدى من يتمتع بالجرأة الفائقة في قصف بنى وطنه براجمات الصواريخ ثم ابداء أقصى درجات ضبط النفس لدى التعرض لضربات العدو، مع اتحافنا بالجملة الخالدة: نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب!.   نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الوقت المناسب في الوقت المناسب



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon