توقيت القاهرة المحلي 10:00:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفن والعار

  مصر اليوم -

الفن والعار

مصر اليوم

  قال عادل امام في حديث صحافي لمجلة «أخبار النجوم» انه يرفض رفضاً قاطعاً اشتغال ابنته بالفن، وكان نص كلماته «ما عندناش ستات تشتغل بالفن». أثارت هذه التصريحات موجة من ردود الأفعال الرافضة لتنكر الفنان الذي يلقبه أصحابه بالزعيم للمهنة التي صنعت نجوميته واستنكاره ان تعمل بها ابنته.وذكر البعض في تفسيرهم لتصريحاته ان عادل امام بدا متأثراً بالتيارات الدينية التي يموج بها المجتمع ومتأثراً بمصاهرته لأحد أقطاب جماعة الاخوان المسلمين، كما أعرب البعض عن سعادته لعودة الفنان الى الحق وادراكه لحرمة الفن وتمنوا له ان يتم الله عليه نعمته ويتوب عليه من رجس الفن الذي علق بثوبه لما يقرب من نصف قرن!. وفي الحقيقة أنني لم أندهش من هذا التصريح ولا أجده داعياً لأي استغراب، لكن ما يثير الدهشة هو ربط البعض بين هذا الرأي وبين المد الديني في المجتمع وهو ما أعتقد أنه محض هراء.. وحقيقة الأمر في تقديري ان هذا هو تفكير معظم الناس في مصر..المتدينين منهم والملحدين، وهي أفكار مرتبطة بالطبقة المتوسطة التي لا ترى بأساً كبيراً في ان يمارس ابنهم شيئاً من الشقاوة وان تكون له بعض المغامرات العاطفية والممارسات المحرمة لأنه في النهاية ولد ولا شيء يعيبه، أما البنت فلا يمكن السماح لها بأي شيء من هذا لأنه يجلب العار للعائلة ويضع رأسها في الطين. من الواضح ان عادل امام ينظر للفن على هذا النحو باعتباره ساحة للمغامرات الشبقية يمكن ان ينزل اليها فيصول ويجول ويحرز الأهداف في شباك النجمات ويسجل اسمه في لائحة الدونجوانات، كما يسمح لأولاده الصبيان بارتيادها والتسلي بأطايبها من مال وشهرة واستمتاع، لكن لا يمكن ان يسمح بشيء من هذا لابنته، لأن أي بنت ناس متربية لا يصح ان ترتاد هذه الساحة أو حتى تفكر في الاقتراب منها.هذا هو في تقديري مرجع هذه التصريحات التي فسرها البعض على نحو بالغ الغرابة وحملها ما لا تحتمل وأدخل الدين في الموضوع بدون مناسبة.وفي ظني ان فنانين آخرين غير عادل امام يحملون نفس الأفكار لكنهم لا يصرحون بها، ويبدو ان عادل امام بعد رحلته الطويلة أصبح يمتلك قدراً كبيراً من الاستهانة وعدم الاكتراث بمشاعر زميلاته الفنانات أو أنه يدرك ان أيا منهن لن تجرؤ على استنكار تصريحاته أو انتقاد ما بها من شطط!.وللغرابة فان هذا ما بدا لي صحيحاً بعدما قرأت في الصحف تعليق أكثر من عشر فنانات على تصريحات امام ومعظمها كانت في غاية الرقة فتحاشت ان تمس الفنان الذي صفعهن بقسوة، فمنهن من قالت: أعتقد ان تصريحات عادل تم تحريفها! ومنهن من قالت: أكيد عادل يقصد ان التمثيل مهنة شاقة وهو يشفق على ابنته من عنائها، ومن قالت:عادل رمز كبير من رموز الفن ومن حقه يقول ما يشاء!..و هكذا يتضح أنهن آثرن ان يتملقنه ويبتلعن الاهانة!. وربما تكون الفنانة نادية لطفي الوحيدة التي امتلكت الجرأة لأن تقول:لماذا يتعامل الناس مع آرائه على أنها بيانات رسمية وكأنه زعيم بحق وحقيق أو كأنه القائد العام؟..اذا أراد ان يمنع ابنته من الاشتغال بالفن فليمنعها أو حتى يقطع رقبتها..هو حر.     نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن والعار الفن والعار



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon