توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشفافية التى لا تهم أحدًا!

  مصر اليوم -

الشفافية التى لا تهم أحدًا

أسامة غريب

قال المتهم الهارب من العدالة أحمد شفيق إن ذمته المالية نظيفة، وإنه لم يأخذ مليمًا من مال الدولة. وفى الحقيقة ليس عندى ما أعلق به على أقواله، إذ إن التحقيقات فى أيدى المختصين وهم الذين قرروا ضبطه وإحضاره، وهم كذلك الذين حوّلوه إلى المحاكمة الجنائية ومعه رهط من أعوانه فى قضايا فساد تخص الطيران المدنى، وهم أيضًا الذين اتهموه بإهداء أرض الطيارين فى منطقة البحيرات المرة إلى جمال وعلاء نجلى المخلوع بتراب الفلوس، كما اتهموه بأنه استحوذ لنفسه وبناته فى نفس المنطقة على إحدى عشرة فيلا، غير اتهامات أخرى كثيرة لم نعد نقوى على متابعتها، وكلها تتعلق بالفساد المالى ونهب فلوس شعب مصر. غير أن ما لفت نظرى فى دفاع السيد شفيق عن نفسه إزاء هذه الاتهامات هو ترديده أكثر من مرة أنه كان مرشحًا رئاسيا، بما يعنى أن ذمته المالية نظيفة، وأن أمواله وممتلكاته كلها معروفة، وهو فى الحقيقة كلام يحتاج إلى تدقيق، إذ إنه قد يكون قد تقدم حقًّا بإقرار للذمة المالية إلى اللجنة المشرفة على الانتخابات، لكن قبول اللجنة الورقة التى قدمها هو إجراء روتينى لا يعنى بأى حال من الأحوال أن اللجنة قد قامت بفحص أوراق ممتلكاته ومصادر وطرق الحصول عليها أو أنها عاينتها واقعيا أو أرسلت فى طلب أرصدته فى بنوك مصر وبنوك الخارج أو قامت بحصر عدد القصور المملوكة له ولأفراد أسرته حتى تعرف إذا كان ما ذكره فى الإقرار يطابق الواقع أم لا.. والأمر نفسه ينطبق على باقى المرشحين. وما يجعل التعلل بتقديم إقرار الذمة للجنة الانتخابات الرئاسية إجراء غير كافٍ هو أن المرشحين فى بلاد الدنيا يعلنون مفردات ممتلكاتهم على الجمهور بكل وضوح وشفافية، كما يقدمون تقارير وافية بمصادر الحصول على كل قرش تضمنته الإقرارات ولا يكتفون أبدًا بالإسرار بهذه المعلومات إلى لجنة الانتخابات كما لو كانت معلومات تمسّ الأمن القومى ولا يجوز نشرها! ويمكن فى هذا الصدد أن نشبّه كلام شفيق بما كان يقوله كل أركان دولة مبارك سواء كمال الشاذلى أو زكريا عزمى أو فتحى سرور أو سامح فهمى أو أحمد نظيف أو إبراهيم سليمان أو زهير جرانة أو غيرهم.. كل واحد من هؤلاء كان يقدم إقرار الذمة المالية فى الموعد، لكن هل كانت الجهات الرقابية تتولى فحص هذه الإقرارات وتطابقها على الواقع؟ هذا هو السؤال. ويلاحظ أنه من بين المرشحين فى الانتخابات الرئاسية فإن عبد المنعم أبو الفتوح قد أعلن على الملأ مفردات دخله وممتلكاته ومصادر الحصول عليها.. فعل ذلك فى مناظرة على الهواء بينما رفض خصمه فى نفس المناظرة عمرو موسى أن يفصح للمصريين عن أى معلومات تخص ثروته، واكتفى بأن قال إنه سيُعلن هذه المعلومات إذا كُتب له النجاح فى الانتخابات! وكذلك أحمد شفيق لم يقدم لشعب مصر جردة بممتلكاته، بينما لم يتردد كل من حمدين صباحى ومحمد مرسى فى إعلان ذمتيهما المالية. الأمر الذى يمكن استخلاصه من هذا الحديث هو أن شعب مصر ليس هو الشعب الذى يؤبه إليه أو الذى يعمل المرشحون له حسابًا، وهو فى نظرهم كَمٌّ مهمَل لا قيمة له، ولقد علَّمتهم التجربة أن هذا الشعب لا يحاسب أحدًا على الفساد المالى ولا يتخذ من الشفافية معيارًا يحكم به على المرشحين ولا يعاقب من يخفى ذمته المالية وطرق الحصول على الثروة، والدليل على ذلك أن عبد المنعم أبو الفتوح الرجل الشريف الذى لم يمس المال الحرام طوال حياته خرج من الجولة الأولى، بينما ظل فى السباق شفيق الذى أطبقت عليه الدنيا الآن تطالب بمحاسبته على أهوال مالية اتهمته سلطات التحقيق بارتكابها، وكانت الألسن تلوكها طوال السنوات الماضية دون أن يُتَّخَذ بشأنها إجراء حقيقى. لن يحترم المرشحون شعب مصر حتى يصير قادرًا على معاقبة الكذابين وجعلهم يدفعون من سمعتهم وحريتهم ثمن كذبهم. نقلاً عن جريدة "التحرير"  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشفافية التى لا تهم أحدًا الشفافية التى لا تهم أحدًا



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon