توقيت القاهرة المحلي 11:02:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا وإيران وإيقاظ الحرب الباردة

  مصر اليوم -

روسيا وإيران وإيقاظ الحرب الباردة

عبد الرحمن الراشد

تقول وكالة «رويترز» في تقرير لها إن «الإيرانيين والروس يعملون على صفقة بقيمة 20 مليار دولار لشراء النفط الإيراني مقابل سلع روسية ومعدات عسكرية، وإن نبأ هذه الصفقة قد أثار غضب المشرّعين في الكونغرس، الذين هددوا بوقف قرار تخفيف العقوبات عن إيران»! كأنها من الماضي القريب، «دي جاڤو» الحرب الباردة، ومن يدري فقد يعود تقسيم العالم إلى معسكرين! من المبكر مثل هذا الاستنتاج، لكنه يفسر الوضع السياسي المتخم بالأزمات. روسيا على مدى عامين تجاهلت كل العروض التي وصلت إليها من الدول العربية المعارضة لنظام الأسد في سوريا. لماذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عروض المصالحة الخليجية مقابل وقف دعمه لنظام واحد لا قيمة له، هو نظام الأسد في سوريا؟ على طبق من فضة عُرضت على موسكو منافع اقتصادية وسياسية إضافية، لكن بوتين رفضها! أيضا، تشي تطورات أحداث أوكرانيا، وكذلك احتلاله القرم، بأن بوتين بجرأته ومغامراته يملك مشروعا واحدا في رأسه.. نهوض روسيا كدولة عظمى ومواجهة المعسكر الغربي. وقد سبق لبوتين أن قال بصراحة إنه يشعر بالألم من انهيار الاتحاد السوفياتي، ولام سلفه غورباتشوف على ما حدث. لم يكن يتحدث كشيوعي بل كروسي يؤمن ببلاده دولة عظمى تتقاسم العالم مع الولايات المتحدة. إن كانت روسيا حقا تريد استخدام إيران في تعقيد المفاوضات النووية مع الغرب، فإنها تكون قد آذنت باستئناف التنافس بين الجانبين، الذي يعني أن موسكو ستقوم ببناء معسكرها الجديد، ليتألف من عدد من الدول الدائرة في فلكها حاليا، بالإضافة إلى توسعها الجغرافي. بالنسبة للرئيس بوتين هي مغامرة كبيرة في ظروف تنافسية صعبة، نتيجة انهيار المعسكر السوفياتي في عام 1991. مع هذا، فإن كل المواقف التي تبنتها موسكو في سوريا وإيران وغيرهما، تعطي انطباعا بأنها تبني تكتلا سياسيا مواليا لها، وإلا فما الذي يدفع موسكو لشراء الموقف الإيراني لتخريب المفاوضات، أو دفع النظام الإيراني للتشدد في مطالبه مقابل توقيع اتفاق نووي ما، مع المجموعة الغربية، 5+1، روسيا ذهبت إلى حد توقيع اتفاقية تعاون مع إيران في هذا الوقت الحاسم؟ أمر لو كان صحيحا فإنه يضعف الموقف الغربي. موسكو توحي بأنها مستعدة لمواجهة الغرب في المناطق المضطربة، وشراء الولاءات المعادية لواشنطن. وهذا يبرر موقف مصر، تحت إدارة نظامها الحالي، التي لجأت إلى موسكو ردا على واشنطن لأنها انحازت لصالح الإخوان المسلمين ضد الفريق السياسي الآخر. الرئيس الروسي في سابقة من نوعها أرسل حينها وزيري الخارجية والدفاع، لتوطيد العلاقة مع القيادة العسكرية في القاهرة! موقف روسيا في سوريا هو الآخر يؤكد أننا لسنا أمام مناورة سياسية، بل معركة في بدايتها على لوح شطرنج، تعيد ذكرى الحرب الباردة. ما لم تستطع واشنطن التوصل إلى حل سياسي مع موسكو حيال أوكرانيا، فسيتعاظم النزاع وسيتم إعادة تنشيط المعسكرات القديمة. إن عبارة «روسيا أثبتت أنها تقف إلى جانب حلفائها في وقت أزماتهم»، تتردد كثيرا في منطقة الشرق الأوسط. ما الذي فعلته الحكومة الأميركية في سوريا، في وجه نظام الأسد؟! أخذت كرسيا للجلوس عليه حتى تتفرج على أسوأ وأكبر مذبحة في المنطقة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا وإيران وإيقاظ الحرب الباردة روسيا وإيران وإيقاظ الحرب الباردة



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon