توقيت القاهرة المحلي 09:42:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوباما في زيارته للرياض

  مصر اليوم -

أوباما في زيارته للرياض

عبدالرحمن الراشد

ما لم يؤجل الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارته المجدولة للعاصمة السعودية، فإنها تعتبر أهم زيارة يقوم بها للمملكة منذ توليه الرئاسة، وهي بالفعل الدولة الوحيدة التي ستستضيفه في المنطقة. الكثير من التكهنات قد قيل حول موضوعاتها.. من سوريا إلى المفاوضات النووية مع إيران، وتمويل صفقة الأسلحة العسكرية الروسية لمصر، إلى آخرها. مع هذا، فإن القليل قد صدر من البيت الأبيض. سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي، تحدثت باقتضاب عن عدة موضوعات، ربما أهمها «أوباما سيعرب خلال زيارته عن التزامه بأمن الخليج». وهذا يوحي بأن الرئيس أوباما يريد طمأنة السعوديين بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزامها الطويل بأمن السعودية، والخليج، الذي أسسه الرئيس الأميركي الأسبق أيزنهاور، وعرف بمبدأ أيزنهاور، وكان الملك سعود سافر لواشنطن للالتقاء بالرئيس بعد إعلانه الشهير في عام 1957. والعلاقة السعودية - الأميركية تكاد تكون الوحيدة الثابتة في المنطقة والتي بدأت منذ عام 1933، وقد اعتاد الطرفان على الأزمات بينهما، والتي تمتحن هذه العلاقة، وليس عهد أوباما بالاستثناء. فسياسته اختلفت مع توجهات الرياض، في أكثر من زاوية.. اختلفت معه في مصر، والبحرين، وسوريا، وإيران. والعاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، رجل شجاع اتخذ قرارات داخلية وخارجية جبارة.. مَن كان يتخيل أن يرى الدبابات السعودية تعبر الجسر لدعم النظام في البحرين عندما استشعرت الرياض خطر التغيير المدبر من إيران، في ظل حرائق الربيع العربي في المنطقة؟ ومن كان يجرؤ على المجاهرة بدعم الحركة التصحيحية، أو الانقلابية كما تسميها المعارضة المصرية، ودعم المشير عبد الفتاح السيسي بلا تردد؟ ومن يستطيع تحمل أخطر مواجهة عرفتها المنطقة، بدعم الثورة على حليف إيران، نظام بشار الأسد، ثلاث سنوات بلا توقف، ضد قوات الإيرانيين وحزب الله؟ ومن يتخيل أن يخرج الرئيس علي عبد الله صالح من الحكم في صنعاء في إطار اتفاق هندسته السعودية لإقامة نظام شعبي معتدل؟ الواقع يقول إن الولايات المتحدة التي اختلفت مع مواقف السعودية، باستثناء اليمن، تدرك أن الصداقة ليست التبعية. وعدم الثقة ربما مرده الشعور العام في المنطقة بأن الرئيس أوباما اختار سياسة الاعتزال، والخروج من المنطقة. وبالتالي، لا يحق لأوباما أن يقرر بالنيابة عن السعوديين كيفية إدارة شؤونهم، والدفاع عن وجودهم. وحتى مع هذه الاختلافات المتعددة، تدرك السعودية أن العلاقة مع واشنطن مسألة استراتيجية لا تكتيكية، لا تفريط فيها. ويتبقى ملف التفاوض النووي مع إيران، الذي تحمس له الرئيس أوباما، والسعودية متشككة في نجاحه. هنا على الجميع أن يعطي التفاوض فرصته. فالسعودية هي الكاسب إن نجحت واشنطن في تصويب سياسة إيران، ودفعها نحو الاعتدال، والتخلي عن سياسة العسكرة والمواجهات. بالطبع، الأمل ليس كبيرا، لكن مَن يدري.. ربما نكون على خطأ. أخيرا، يبقى الاهتمام الأميركي باستقرار السعودية الداخلي أمرا مفهوما، لكونها دولة تمثل ثقلا كبيرا. وهي قد نجحت في تخطي حرب الإرهاب مع «القاعدة»، وأثبتت أنها أكثر صلابة في زمن اضطرابات الربيع العربي، وأكثر قدرة على ترتيب البيت الداخلي، بأفضل مما يظن حتى أصدقاؤها الأميركيون. نقلاً عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما في زيارته للرياض أوباما في زيارته للرياض



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon