توقيت القاهرة المحلي 13:45:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفاجأة الصدر انسحاب الدقيقة الأخيرة؟

  مصر اليوم -

مفاجأة الصدر انسحاب الدقيقة الأخيرة

عبدالرحمن الراشد

حيرنا السيد مقتدى الصدر عندما أعلن انسحابه من الساحة واعتزاله السياسة، ومنع أتباعه من الخوض فيها! هل يشي القرار باتفاق سري يمكن أحد المرشحين من الفوز، ربما خصمه نوري المالكي، وذلك بعدم مواجهته في الانتخابات؟ أم أنه في حالة غضب من ممثلي تياره في البرلمان الذين يقولون له نعم في حضرته، ثم يعصون أوامره في البرلمان؟ أم أنه تكتيك انتخابي أراد أن يسبق به الانتخابات؟ لا ندري، لكن الأكيد أنه بإعلانه الانسحاب أفسد تحليلات المراقبين، وخطط مهندسي الانتخابات. فأتباع الصدر، وهم كثر، لن يمتنعوا عن التصويت في الانتخابات المقبلة التي ستجرى بعد أسابيع قليلة، والسؤال بعد اعتزاله لمن ستذهب أصوات ملايين الصدريين؟ هؤلاء كنز ضخم، لأنهم قادرون على تغيير المعادلة، وقلب النتائج. السيد مقتدى الصدر شخصية مثيرة وشجاعة، فهو الزعيم الشيعي الوحيد الذي استمر يعارك الأميركيين لسبع سنوات، كما تصدى لرئيس الوزراء نوري المالكي وتحداه، وهو الزعيم الديني الشيعي الوحيد الذي جاهر بالمصالحة مع السنة، وأعلن وقوفه ضد ما شاع من مقولات عدائية ضد رموز السنة التاريخيين. وبسبب مواقفه هذه تعرض لحملات تشهير وتهديد من قبل متعصبي وغلاة الشيعة، وسخرية من غلاة السنة كذلك. الآن، بإعلانه الانسحاب في الوقت الخاطئ والخطير من حيث رسم تاريخ رئاسة الوزراء في العراق، وضع الجميع والساحة في فوضى خطيرة، وسط تساؤلات حول التوقيت والأسباب! كان بإمكان السيد مقتدى الانسحاب بعد الانتخابات، واعتزال السياسة، وكان بإمكانه أن ينسحب هو شخصيا ويكلف من يثق به لقيادة مسيرة التيار، لأن الانسحاب سيعزز فرص المالكي في الفوز برئاسة الوزراء من جديد ليكمل بها حكم العراق اثني عشر عاما متتالية، وتعزز الديكتاتورية التي يقول العراقيون بأنهم ضحوا من أجل التخلص منها بالتخلص من نظام صدام حسين. إسقاط المالكي في هذه الانتخابات ليس هدفه إقصاء شخص المالكي، بل من أجل تثبيت نظام المشاركة السياسية والمحاسبة واستقلال المؤسسات، وهذه كلها هشّمت في ثماني سنوات حكما فرديا شبه مطلق من قبل المالكي الذي صار يملك صلاحيات أكثر مما كان يملكها صدام حسين في عهده، وبحوزته مال أكثر من أي حكومة عراقية منذ قيام الجمهورية قبل ستة عقود. انسحاب السيد مقتدى من العمل السياسي يشكر عليه لو أنه جاء في إطار تحييد المؤسسات والمراجع الدينية كلها، وإبعادها عن العمل السياسي، لكنه جاء قرارا أحاديا ترك الساحة لذئاب السياسة وثعالبها. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاجأة الصدر انسحاب الدقيقة الأخيرة مفاجأة الصدر انسحاب الدقيقة الأخيرة



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon