توقيت القاهرة المحلي 15:28:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا يكبر أطفالنا مثلنا

  مصر اليوم -

حتى لا يكبر أطفالنا مثلنا

عبد الرحمن الراشد

إن كنت تحب أطفالك، وتتمنى الأفضل لمن بعدك، عليك أن تحلم أن تنتهي أفكارنا وأسلوب حياتنا معنا، ونوصي لمن بعدنا بدرس واحد مهم، ألا ترتكبوا أخطاءنا. ورغم ذروة العنف التي نراها حولنا وأمامنا أنا متفائل بأننا نعيش نهاية الأزمات، قد تطول سنة أو تمتد لعشرين سنة أخرى، إنما لن تدوم بعد أن رأى وعانى وتألم الجميع، تقريبا. كيف سيبدو العالم العربي بعد عشرين عاما؟ أتخيل أنه سيكون مستقرا، كما استقر جنوب شرقي آسيا، وكما استقرت أوروبا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. هذه ليست نبوءة، بل قراءة، أو ربما أمنية. الأطفال الذين يولدون اليوم، يولدون في ذروة صراعات المنطقة، التي نقول رغم أهوالها هي الفصل الأخير في زمن كله كان صعبا. أعتقد أن أطفال اليوم يملكون فرصة للهروب من تاريخ آبائهم وأجدادهم. ويملكون مع الحلم، السلطة للانتقال إلى فلك جديد، عالم يرسمونه بأنفسهم، يقررون لأنفسهم حياتهم التي يريدونها. أما لماذا؟ أعتقد أن هناك فرصة للهروب إلى عالم أجمل ومستقبل أفضل، فالأسباب ليست بالقليلة. فقد استهلكت الشعارات، وانتهت التجارب، ونفدت الإمكانيات، وعمت المنطقة المآسي من صنع أبناء المنطقة، ولم تعد هناك بقعة لم يهلك فيها حرث ونسل. كانت هناك قضية واحدة، وفكرة واحدة، وهدف واحد ثم انهار السد وغمرت المنطقة الأزمات، وأصبح الجميع ضحايا بعد أن كانوا متفرجين أو مشجعين. عاشت أوروبا حربها الأخيرة، فكانت كافية لاختتام مسلسل حروب. الحرب العالمية الثانية روعت المنتصرين مثل المهزومين، وكانت نهاية الأفكار التدميرية. وحالنا مماثلة، فقد مرت أوروبا بحروبها الدينية، كما نعيشها نحن اليوم. ثم عاشت ردحا من الزمن في حروب باسم القومية، وأخيرا تعايش الجميع. العالم العربي، والشرق الأوسط بشكل أعم، يعيش حالة مستمرة من صراعات وحروب لم تتوقف عاما واحدا، منذ بدايات التحرر من الاستعمار، وتشكل الوعي العربي السياسي القومي واليساري، والنزاع مع الصهيونية العالمية على فلسطين، ثم حقبة الحروب الدينية التي بدأت مع مطلع الثمانينات، وحتى هذا اليوم. الذين يولدون اليوم يملكون فرصة الخروج من هذا النفق الطويل، وبناء عالم خال من التنازع على الأفكار والحدود. ولن يكون هناك انتقال بلا جسر بين الأجيال، جسر يبنيه المنتصرون والمهزومون، بعد أن عرف الجميع، ومن لم يكتشف الحقيقة اليوم سيكتشفها خلال زمن الاضطرابات التي نعيشها اليوم، والتي ستستمر ربما لعشر سنين أخرى. إن واجبنا أن ندل من نحب على طريق الخروج وليس على البقاء في دائرة النار. من ذا الذي لا يريد عالما أسعد لأطفاله مما شاهده، وبالتالي خيبات اليوم ترشدنا إلى مستقبل أفضل. واللبنة الأولى لبناء مستقبل أفضل أن نعترف بخيباتنا وأخطائنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا يكبر أطفالنا مثلنا حتى لا يكبر أطفالنا مثلنا



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon