توقيت القاهرة المحلي 13:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تغيرت رؤية الناس؟

  مصر اليوم -

كيف تغيرت رؤية الناس

عبد الرحمن الراشد

حدثان مثيران وقعا في أقل من نصف يوم، انفجار قتل ثلاثة في مدينة أميركية، وزلزال ضرب إيران وهز أيضا كل الخليج بشكل مرعب. كلنا نعرف أنه منذ أكثر من 11 عاما، أي منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، والولايات المتحدة تعيش حالة توجس واستنفار مستمرة، واستطاعت أمنيا حماية أراضيها. أما إيران فقد استمرت تبني مشروعها النووي رغم التحذيرات من مخاطره السياسية والعسكرية والبيئية على المنطقة. إذا كان الإرهاب والنووي الإيراني حدثين قديمين مستمرين فما الجديد؟ الجديد في رؤية الناس وتعاملهم التلقائي مع الحدثين. عندما وقعت هجمات سبتمبر آنذاك كان الرأي العام العربي والإسلامي يميل للغة اعتذارية، وكان هناك من يبرر، والبعض كان يدافع عن تلك الجرائم. أيضا، كانت إيران ومشروعها النووي يحظيان بالإعجاب والقبول من قبل قطاع كبير من العرب، بمن في ذلك عرب الخليج. لكن خلال السنوات وتوالي الأحداث تغيرت الصورة بشكل عكسي تماما. فالغضب والخوف من أنباء تفجير بوسطن كانا أبرز ما ميز مشاعر الناس هنا في العالم العربي، وبشكل صادق وحقيقي. الغالبية الساحقة تكره الجماعات الإرهابية وتكره أن تلصق بها، بعد أن كان هناك في الماضي من يدافع بحماس عنها. تغيرت مفاهيم عامة الناس حيال هذه الجماعات، سواء أكانت هي المسؤولة عن تفجير بوسطن أم لا. وقبل ذلك سارعت معظم المؤسسات الدينية السورية، وكذلك شخصيات سورية إسلامية إلى استنكار بيان «القاعدة» الذي أعلنت فيه ارتباط جبهة النصرة بها. من كان يتخيل هذه المواقف الصريحة الشاجبة التلقائية قبل عشر سنوات؟ آنذاك كنا قلة نشجب «القاعدة» وجرائمها، ولم يكن سهلا أن نجد من يجرؤ على التعبير برفض «القاعدة» خشية الرأي العام المغسول دماغه من قبل الجماعات المتطرفة. أما اليوم فإن الأغلبية تعبر بصدق عن أنها ضد هذه الجماعات المسلحة المشبوهة فكرا وسياسة. وهذا يفسر لماذا وجهت الجماعات الجهادية المتطرفة في سوريا، مثل جبهة النصرة، تعليمات لمقاتليها بألا يظهروا على الإعلام، ولا يكشفوا عن جنسياتهم. إنهم يعلمون أن التطرف صار صفة مكروهة ومنبوذة وقد تقلب الرأي العام ضدها. أما بالنسبة لإيران ومشروعها النووي فقد كان العرب ينظرون إليهما بإعجاب وتقدير. هذا كان في الماضي. أما اليوم فقد أصبحت إيران أكثر دولة مكروهة عندهم بعد أن انكشفت حقيقتها، إنها دولة تسعى للهيمنة على العالم العربي، مستخدمة الإسلام والقضية الفلسطينية وسيلتين للتغلغل والسيطرة. مشروعها النووي أصبح محط غضب، خاصة لدى جيرانها عرب الخليج، بعد أن ضرب زلزالان إيران، في فترة قصيرة، وخرج عشرات الآلاف من سكان دول الخليج إلى الشوارع بعد أن رج مدنهم زلزال إيران. لم يعد القلق من الزلزال نفسه، بل إشعاعات مفاعل بوشهر، وغيره من المراكز الإيرانية. خوف حقيقي من مشروع إيران النووي الذي بات يصدق الكثيرون أن هدفه الحقيقي تفوق نووي عسكري لنظام المرشد آية الله خامنئي يستهدفهم في الخليج وليس ضد إسرائيل، وبالطبع ليس هدفه إضاءة البيوت في إيران كما يزعم النظام الإيراني. يا لها من مصادفة عجيبة! انفجار بوسطن مع زلزال إيران، حيث كشفا عن مشاعر حقيقية ورؤية سياسية جديدة. نقلاً عن جريدة " الشرق الأوسط "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تغيرت رؤية الناس كيف تغيرت رؤية الناس



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon