توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تمام وإنقاذ لبنان من سوريا!

  مصر اليوم -

تمام وإنقاذ لبنان من سوريا

عبد الراحمن الراشد

في أول صباح له بعد اختياره رئيسا جديدا لوزراء لبنان استقبلته إحدى الصحف المحسوبة على نظام بشار الأسد قائلة: «كيف تعلن وقوفك مع الثورة السورية وأنت رئيس حكومة وفاق، وتعلم أن (8 آذار) تؤيد نظام بشار الأسد، وأن (14 آذار) هي ضد نظام بشار الأسد، فلماذا تقول هذا الكلام؟!».. لكن رغم هذا الموقف السلبي، يظل تمام سلام ربما هو أكثر سني تم التوافق عليه، في تاريخ لبنان، حيث صوت على تكليفه تقريبا كل النواب على اختلاف مواقفهم وانتماءاتهم، شبه إجماع بلغ 124 صوتا وامتناع 4 نواب! والتظاهرة النيابية المؤيدة له رافقتها تظاهرة دولية، فقد أبرق له العاهل السعودي وولي العهد، وجاءته رسالة من الرئيس بوتين، وأرسل له سعد الحريري، رئيس الوزراء الأسبق، طائرته. ولحسن حظه لم يتصل به الرئيس بشار الأسد قط، إنما حمل إليه السفير الإيراني في بيروت تمنيات القيادة بالنجاح، طبعا مع تذكيره بما تسميه «المقاومة»، أي حزب الله. وتحولت جلسة التهنئة إلى جدل، حيث رد عليه رئيس الوزراء المكلف بأن سلاح حزب الله إن كان ضد إسرائيل فمشروع، لكنه اشترط أن يكون «قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، وأن أي استخدام للسلاح في الداخل يجب وضع حد له». وهكذا يتسابق الجميع على رئيس الوزراء مدركين أن لبنان قد يكون ساحة الحرب التالية، وهو أمر لا أتوقع أن أحدا يريده، بما في ذلك الإيرانيون المتحمسون عادة لدعم الحروب بالوكالة.. ليست لهم مصلحة في توريط حزب الله في معركة وهو منغمس في حرب سوريا. لا نعرف كثيرا عن رئيس الوزراء الجديد، إلا أنه من بيت سياسي عريق، والده بدأ رئاسته للحكومة من أوائل الخمسينات. تمام سلام لم يزاحم على رئاسة الوزراء ولم يطلبها. يشيد به معارفه كبيروتي مثقف محب للموسيقى والمسرح، يتعايش مع الجميع في دارته المجاورة لبيئة شيعية. تبدو كل المواصفات المطلوبة في رجل المرحلة متوفرة في شخص سلام، لولا أن أزمات البلاد أكبر من كل قدرات الشخصيات، ولن يكون سهلا حماية لبنان من أن يغرق في حال انهار السد السوري! مصلحة الجميع، باستثناء نظام الأسد، منع الطوفان الآتي، وحفظ السلم الأهلي من رياح الصراع الداخلي، التي نرى تكتلاتها سنية وشيعية وعلوية وفلسطينية. كيف يمكن لسلام أن يقنع حزب الله بألا يرسل قذائفه ورجاله عبر الحدود إلى سوريا، حتى لا يجتذب آلاف المقاتلين السوريين، ونقل الحرب إلى الداخل اللبناني؟ كيف يمكن لسلام أن ينقذ المناطق التي تستهدفها قوات نظام سوريا بالقصف والاحتلال المباشر؟ كيف يحمي مواطنيه السنة الذين يشتكون من استفزاز ميليشيات حزب الله؟ وكيف يقنع متطرفي السنة بالتخلي عن تأسيس ميليشيات مسلحة بحجة موازنة حزب الله وحماية مناطقهم؟ وكيف سيمنع الزحف الإسرائيلي بحجة تدمير ما نهبه حزب الله من مخزون الأسلحة الكيماوية والأسلحة الاستراتيجية؟ وفوق هذا، من أين لسلام أن يتدبر إعاشة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين ومئات آلاف آخرين من المؤكد هروبهم إن توسعت دائرة القتال خلال الأشهر المقبلة؟ كما نرى، ناولوا تمام سلام دفة السفينة في وسط العواصف، لهذا فليس غريبا أن يحظى تكليفه برئاسة الحكومة بشبه الإجماع. نقلاُ عن جريدة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمام وإنقاذ لبنان من سوريا تمام وإنقاذ لبنان من سوريا



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon