توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المالكي: صمود العلويين نساء ورجالا!

  مصر اليوم -

المالكي صمود العلويين نساء ورجالا

مصر اليوم

  أكثر من مرة راجعت حديث رئيس وزراء العراق نوري المالكي أمس في «الشرق الأوسط»، لأنه جاء على القضايا الحساسة في غاية الصراحة، وقليلا ما يتجرأ السياسيون على فتح عقولهم للغير. تحدث عن دراية بسوريا، فقد عاش فيها سنوات المعارضة الطويلة، وقال إنه لم يفاجأ بمسار الصراع في الحرب الدائرة هناك وقدرة النظام على الصمود، وإنه تنبأ بهذه النتيجة مبكرا للرئيس الأميركي، ونائبه، ووزيرة خارجيته السابقة عندما كان في زيارة لواشنطن. يقول إنهم كانوا يعتقدون أن الأسد سيسقط في شهرين، في حين راهن معهم على أنه لن يسقط حتى بعد سنتين. لماذا؟ يقول المالكي إن النظام في سوريا مسألة طائفية، ووجود العلويين في الحكم حالة بقاء للطائفة، وخروجهم يعني لهم حالة المقتول مقتول، وإنهم اليوم يقاتلون قتال المضطر، برجالهم ونسائهم، ولهذا صمد النظام. ومع أن المالكي محق في تقديره لعزيمة النظام، وتخندقه بالعلويين، وكل ما قاله صحيح، إلا أن بقاء الأسد كل هذا الزمن الطويل، وسط الدماء والدمار، ليس صحيحا أنه لأن العلويين صامدون، أو أنهم أكثر وحدة وأقوى عزيمة، أو أنها، كما وصفها، حالة اليأس، أي دفاعهم دفاع المحاصر.. لا.. ليست هذه هي أسباب بقاء النظام وإن كانت عاملا ضروريا في بقائه. السبب الحقيقي واضح، نظام الأسد يقاتل بجناحي روسيا وإيران. يواجه هبة شعبية ضخمة، ملايين الناس لكنها بلا جدار خارجي، وبلا مدد. هؤلاء الناس يحاربون بأسلحة بدائية، يواجهون الطائرات والدبابات بالبنادق. وهذا النوع من الحرب لا يحقق انتصارا ساحقا أو سريعا أو قد لا يحقق النصر أبدا. المالكي نفسه حارب ضد صدام عشرين عاما مع حزبه، حزب الدعوة، ولم ينجحوا في الاستيلاء على شبر واحد من العراق، لأن الحدود كانت مغلقة وكانت أسلحتهم خفيفة. صدام عندما سقط، سقط بـ«الأرمادا» الأميركية. وكذلك نظام الأسد لم يصمد ويستمر واقفا على قدميه لأن رجال ونساء الطائفة وقفوا خلفه، بل الحقيقة عكس ذلك، هم وقفوا معه عندما رأوا الأسد ينجح في إقناع روسيا وإيران بدعمه بشكل هائل، وينجح كذلك في تحييد الدول الغربية والفاتيكان، زاعما أنها حرب طائفية ضد المسيحيين والدروز، وستؤسس الثورة لنظام ديني متطرف. الثوار لم يحصلوا من تركيا إلا على القليل، ومن الأردن تقريبا لا شيء، وقاتلوا وظهورهم مكشوفة، وبأسلحة بدائية إلى درجة أن البندقية يتبادل استخدامها أكثر من مقاتل، والذخيرة تنفد منهم فيضطرون للانسحاب من المواقع التي استولوا عليها. سقط صدام في عام 2003 بسهولة جدا لأن أميركا، القوة العظمى في العالم، قضت عليه في ثمانية أيام، أما عندما حاربت إيران صدام فقد صمد ثماني سنين وقتل منها مليون من دون أن تنتصر. الذي أعنيه أن موازين القوة ليست فقط تخندق وعزيمة وإيمان، فمجاهدو الأفغان طردوا السوفيات بصواريخ «ستينغر» التي شلت الطيران الحربي الروسي، وبالمدد الهائل من السلاح الغربي المتقدم. وهذا صحيح في حالة ثوار الفيتكونغ في فيتنام بالدعم الصيني السخي عندما أسقطوا النظام الموالي لواشنطن، في حين فشلت الحركة التحررية في الشيشان ضد الروس لأنها كانت معزولة. اليوم تقاتل الغالبية السورية نظاما، لا يجوز أن نسميه طائفيا بل أمني قمعي يشبه كل الأنظمة الديكتاتورية الفاشية، وتقاتل مع الأسد جيوب سنية ومسيحية تشاركه المصالح أو المخاوف. الطرفان يقاتلان بكل فئاتهما بلا كلل، النساء والرجال والأطفال، إنها حرب دامية عبثية بسبب تلكؤ المجتمع الدولي، إننا أمام أكبر مذبحة في القرن الحادي والعشرين. لا نعرف من قبل حربا فيها طرف واحد يستخدم يوميا الطائرات والدبابات والمدافع لضرب المدن وقتل آلاف المدنيين وتستمر أشهرا وراء أشهر. دلوني على مشهد كهذا في تاريخنا المعاصر. ما يقوله المالكي عن بطولات العلويين غير صحيح وغير مهم أصلا، الحكاية أن النظام من دون الدعم السخي من إيران وروسيا كان قد نفدت ذخيرته، ونفد وقود دباباته وطائراته. الذي لم ينفه المالكي ولم يتحدث عنه هو نهاية الحرب، فهو يعرف أن نظام الأسد في دمشق ساقط مهما طال الصراع.   alrashed@asharqalawsat.com  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المالكي صمود العلويين نساء ورجالا المالكي صمود العلويين نساء ورجالا



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon