توقيت القاهرة المحلي 08:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوليس لـ«الإخوان» أوطان؟

  مصر اليوم -

أوليس لـ«الإخوان» أوطان

طارق الحميد

ناقشنا أمس فكرة المنادين بمصالحة مع الإخوان المسلمين وإعطائهم فرصة، حيث إنه مطلب عبثي، خصوصا أن «الإخوان» لم يكلفوا أنفسهم عناء القيام بمراجعة، ولم يظهر عنهم خطاب عقلاني، وقناعتي أن النقاش اليوم يجب أن يتركز حول السؤال التالي: أوليس لـ«الإخوان» أوطان؟ المتأمل فيما عرف بالربيع العربي، السنوات الثلاث الماضية وليس ما قبلها، وهو حافل بالأحداث.. المتأمل لهذه السنوات سيلحظ أن «الإخوان»، وفي كل مكان، قد فعلوا كل شيء إلا الاهتمام بأوطانهم، أو السعي إلى كلمة سواء فيها.. حدث ذلك في مصر، حتى وهم في السلطة، حيث تغوَّلوا على المؤسسات وقسموا المجتمع، أما خارجيا فقد سعوا لتعزيز العلاقات مع إيران، حيث كانت «مصر الإخوانية» تؤكد على تطابق المواقف مع إيران تجاه سوريا، مثلا، بل ويكفي أن التاريخ سيذكر لمرسي و«الإخوان» أنهم أول من سمح برحلات «الزوار» الإيرانيين لمصر. كما انفتحوا على المالكي، رغم كل ما يفعله بالعراقيين، وعلى الرغم من كل ذلك، فإن «إخوان» المنطقة، وتحديدا «إخوان الخليج»، كانوا يطبلون لمرسي وبديع، ويغضون النظر عن كل ما يرتكبونه من جرائم بحق مصر، والمنطقة، بل غضوا النظر حتى عن رسالة مرسي «الرقيقة» للرئيس الإسرائيلي، وكذلك تلحف مرسي و«الإخوان» بالأميركيين! وبدلا من انتقاد تلك الخطوات الإخوانية، كان «إخوان» المنطقة، خصوصا الخليج، يعرضون بالسعودية والإمارات، ويشنون الحملات عليهما، ويحاولون إشعال الحرائق هناك؛ تارة بتضخيم مشكلات خدماتية، وتارة أخرى بإصدار البيانات، لكن عين الرضا وقتها كانت تغض النظر عما يفعله «الإخوان» بمصر من تحصين قرارات مرسي، إلى التغول على المؤسسات. والأمر نفسه مستمر للآن، للأسف، من قبل «إخوان الخليج» رغم الدم الذي يسال بمصر، والأدهى من كل ذلك، أن التطبيل مستمر أيضا لإردوغان رغم فشل مشروعه، وارتداده عن القيم كافة التي كان ينادي بها، حيث يطبل «الإخوان» لإردوغان رغم المظاهرات بتركيا، وحتى بعد مقتل الطفل المتظاهر الذي اتهم بالإرهاب! ويستمر التطبيل لإردوغان حتى مع حجبه «تويتر» و«يوتيوب»! يحدث كل ذلك لأن «الإخوان» دائما في حالة بحث عن زعيم «خارجي»، و«بيعة» خارجية، ولأنهم دائما في حالة سعي إلى دولة «الخلافة» ولو على أنقاض الوطن، وكلنا يذكر مقولة المرشد الإخواني المصري السابق: «طز في مصر»، وما نراه اليوم يؤكد أن تلك المقولة لم تكن زلة لسان بقدر ما هي قناعة، ومنهج. وعليه، فإن السؤال هو: أوليس لـ«الإخوان» أوطان؟ نتمنى أن تكون هناك إجابة، لا شتائم، فالأفضل لمريدي «الإخوان»، وتحديدا في الخليج، هي العودة للصواب، والحرص على الأوطان، خصوصا أنهم من أكلوا رؤوسنا بالحديث عن المتأمركين، وزوار السفارات، والحقيقة أنه ثبت أن «الإخوان» هم من يستعينون بـ«الخارج»، ويدمرون الأوطان، فهل من وقفة مراجعة، خصوصا أنه قد قضي الأمر بعد سقوط «الإخوان» في مصر؟ "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوليس لـ«الإخوان» أوطان أوليس لـ«الإخوان» أوطان



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon