توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعطاء الإخوان فرصة.. مرة أخرى؟

  مصر اليوم -

إعطاء الإخوان فرصة مرة أخرى

طارق الحميد

بدأت تعود النغمة الجديدة القديمة في المنطقة حول ضرورة إعطاء الإخوان المسلمين فرصة أخرى، أو عدم وضعهم في الزاوية، فهل هذه دعوات جديرة بالاهتمام، أو منطقية كجزء من عملية مصالحة كبرى في مصر، وغيرها من دول المنطقة؟ الإجابة بالطبع لا، ولعدة أسباب جوهرية، فالقصة ليست قصة حب وكراهية، أو مجرد صراع آيديولوجيات؛ فالإخوان أضاعوا كل الفرص التي لاحت لهم ليس في مصر وحسب، بل وفي كل المنطقة، حيث فشلت تجربة حكمهم في مصر وغزة والسودان، وفشلوا أيضا كمعارضة حيث لم يظهروا حسا وطنيا في تحالفاتهم الخارجية، من إيران وخلافها، ولم يصونوا عهدا مع دول رعتهم يوم كانوا في حالة تشرد، مثلما فعلوا بحق دول الخليج قاطبة، وخصوصا إبان احتلال صدام حسين للكويت، فالتاريخ، البعيد والقريب، يقول لنا إن الإخوان لم يتعلموا من أخطائهم، ولا تجاربهم، فلماذا تعطى لهم فرصة أخرى، بل لماذا على مصر، والمنطقة قاطبة، أن تجرب المجرب؟ المطالبة بإعطاء الإخوان فرصة جديدة ليست بالأمر الجديد حيث طرحها كثر، ومنهم من يفترض فيهم الوعي الكامل بتاريخ الإخوان، لكنهم طالبوا بمنح الإخوان فرصة إبان حكم مرسي لمصر، ورأى الجميع المآل الذي آلت إليه الأمور هناك، كما رأى الجميع كيف استنفر الإخوان أتباعهم في كل المنطقة معتقدين أنها اللحظة التاريخية للانقضاض على المنطقة.. رأينا ذلك في صفوف المعارضة السورية الإخوانية، ورأينا ذلك في الخليج العربي حيث كشر الإخوان عن أنيابهم معتقدين أن الفرصة باتت سانحة لهم للابتزاز والسيطرة على المشهد، والأمر نفسه فعلوه في ليبيا، وغزة، حيث استعجل الإخوان إعلان النصر في كل مكان غير مكترثين بكل ما ارتكبوه من أخطاء سابقة. وعليه فما الذي تغير اليوم ليطالب البعض بضرورة إعطاء الإخوان فرصة جديدة؟ بالطبع لا شيء، خصوصا أن الإخوان لم يقوموا بأي مراجعة حقيقية، ولم ينبذوا العنف الذي يتم في مصر، وكان تقرير الخارجية البريطانية الأخير عن مصر واضحا، حيث اعتبر أن الدولة هناك تواجه الآن إرهابا حقيقيا، وعليه فلا قام الإخوان بمراجعات، ولا أدانوا العنف والإرهاب، ولا اعترفوا بأخطائهم، ولم يصدر عنهم للحظة خطاب عقلاني يقول إن أخطاء قد ارتكبت، بل على العكس لا يزال الإخوان يمعنون في خطاب التخوين، ولا يكلون ولا يملون من استعداء المجتمع الدولي ضد مصر، ويحاولون الاستقواء بالخارج ضد بلادهم، وهو ما كانوا يتهمون به نظام مبارك، والأمر نفسه يفعلونه بحق دول الخليج حيث يحرضون الجميع ضد السعودية والإمارات، مثلا، فلماذا تعطى لـ«الإخوان» فرصة أخرى، بل ولماذا على مصر ومنطقتنا أصلا أن تجرب المجرب؟ أمر لا يستقيم بالطبع، فالأولى هو مطالبة الإخوان المسلمين أنفسهم بضرورة القيام بمراجعة حقيقية لمواقفهم، وخطابهم، مع ضرورة الكف عن العبث بمصر، ودول المنطقة ككل، خصوصا أن الإخوان قد أضاعوا فرصة تاريخية يوم حكموا مصر بكل رعونة وتطرف، وهم من يلام على ضياع تلك الفرصة، ولا أحد آخر. "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعطاء الإخوان فرصة مرة أخرى إعطاء الإخوان فرصة مرة أخرى



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon