توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا.. ما فرق أوكرانيا عن سوريا؟

  مصر اليوم -

روسيا ما فرق أوكرانيا عن سوريا

طارق الحميد

أول سؤال يتبادر للذهن حول الأزمة الأوكرانية، وانتصار المعارضة هناك للآن، وخلع الرئيس فيكتور يانكوفيتش، هو: لماذا ارتبك الروس في أوكرانيا، منطقة نفوذهم، بينما يتصلبون في سوريا، خصوصا وأن الأحداث بسوريا وأوكرانيا، وإن اختلفت تفاصيلها، فإنها لا تفرق في البعد والمضمون؟ في سوريا بدأت الثورة سلمية، ودفع النظام المعارضة لحمل السلاح بعد ارتكاب المجازر، وباقي القصة معروف، حيث تم ويتم كل ذلك بدعم من الإيرانيين والروس. في أوكرانيا كانت الأزمة بمثابة النار تحت الرماد إلى أن تحركت المعارضة قبل ثلاثة أشهر لإخراج أوكرانيا مرة أخرى من تحت مظلة النفوذ الروسي، والارتباط أكثر بالاتحاد الأوروبي، وحصلت أعمال عنف قبل أيام بالعاصمة الأوكرانية، ووقع قتلى، وعلى أثر ذلك تحرك الأوروبيون، ومعهم الأميركيون بجهود محدودة، وتم التوصل لاتفاق بموجبه خلع البرلمان الرئيس، وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة، وأطلق سراح رئيسة الوزراء السابقة، والأحداث لا تزال متوالية هناك. وعليه فإن السؤال هو: لماذا ارتبك الروس بأوكرانيا، منطقة نفوذهم، وفي ثلاثة أشهر، بينما يصمدون في دعم الأسد لمدة ثلاثة أعوام؟ أفضل إجابة سمعتها هي أن الروس لا يستطيعون الصمود والتأثير وحدهم، فقوتهم تكمن باستخدام آخرين يقومون بمعارك النفوذ نيابة عنهم، حيث فشل الروس وحدهم مثلا في أفغانستان، وتخبطوا في الشيشان، وها هم يتخبطون في أوكرانيا، وليس لديهم من حل إلا استخدام القوة هناك، وهو ما يستبعده وزير الخارجية البريطاني. بينما في سوريا الأمر مختلف حيث يستخدم الروس الإيرانيين، ومعهم الميليشيات الشيعية، للدفاع عن الأسد، وبالتالي تعزيز أوراق نفوذهم أمام الغرب، وتحديدا أميركا. والأمر الآخر الذي يفسر لنا فشل الروس للحظة بإنقاذ حلفائهم بأوكرانيا، وكما يفعلون مع الأسد، هو أن الأوروبيين هم من اضطلعوا بالدور الرئيس من أجل التوصل للاتفاق الذي جرى بالعاصمة الأوكرانية، والذي غاب عن حضوره الروس، فما يحدث في أوكرانيا يمس أوروبا أكثر من الأميركيين الذين يتولون بدورهم دور رعاية التفاوض مع الروس حول سوريا. ومن هنا يتضح أن الدور الأوروبي في التصدي للروس بأوكرانيا هو أكثر فاعلية من الدور الأميركي، مثلا، في سوريا، وليس لأن الأوروبيين يستشعرون خطورة حدوث كارثة جديدة في جغرافيتهم وحسب، بل ولأن الأوروبيين أكثر وعيا وجدية من الإدارة الأميركية الحالية في التعامل مع الأزمات، وكيفية معالجتها، وهذا ما اتضح جليا في سوريا حين كان الأوروبيون متقدمين بمواقفهم هناك على الأميركيين قبل أن يتراجع الأوروبيون بسبب مواقف أميركا المترددة في سوريا، خصوصا وأن الشرق الأوسط منطقة نفوذ أميركي لا أوروبي، بينما في أوكرانيا تصرف الأوروبيون بحزم لأن الأحداث تمس أمنهم القومي، ومثلما فعل السعوديون والخليجيون بالبحرين واليمن، وكما فعل السعوديون والإماراتيون مع مصر! ولذا فمن يعتبر من ارتباك روسيا بأوكرانيا مقارنة بسوريا، ومن يعتبر من فارق الموقف الأوروبي هناك مقارنة بالموقف الأميركي في سوريا؟ أعتقد أن المقارنة تستحق الكثير من التأمل. نقلاً عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا ما فرق أوكرانيا عن سوريا روسيا ما فرق أوكرانيا عن سوريا



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon