توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحوثيون على خطى حزب الله؟

  مصر اليوم -

الحوثيون على خطى حزب الله

طارق الحميد

تفرض المعارك الأخيرة في اليمن، التي يخوضها الحوثيون، عدة أسئلة أهمها: ما الذي يحدث في اليمن تحديدا؟ المؤكد أن هناك حراكا مسلحا يمهد لخطوات استراتيجية تتجاوز ما عرف من صراعات على السلطة، أو صراعات قبلية هناك، فما يحدث في اليمن يوشي بأمر أكبر وأخطر. بالأمس كتب في هذه الصحيفة الصديق العزيز يوسف الديني مقالا مهما عما يحدث في اليمن لخص فيه طبيعة الصراع، قبليا ومذهبيا، ووضح بعمق تشابك الملفات في اليمن، وهو مقال يستحق القراءة، خصوصا لمن يحاولون «تديين» كل صراع، وإلباسه لباس الطائفية، فما يحدث باليمن ليس صراعا طائفيا واضحا بقدر ما أنه يظهر أن الحوثيين يمهدون إما لدولة مستقلة بهم، أو أنهم يسيرون على خطى حزب الله، وهذا الأرجح الآن، لاقتطاع جزء مهم من الأراضي اليمنية بهدف رسم خارطة وجودهم ونفوذهم من ناحية، ومن أجل تشكيل جبهة ضاغطة على السعودية، وهو ما يقول لنا إن الحراك الحوثي المدعوم من إيران ما هو إلا عملية تعزيز أوراق إيران التفاوضية ضد السعودية، وبالطبع تعزيز مواقع النفوذ الإيرانية بالمنطقة لتصبح من عدة جبهات؛ حيث تطل إيران على السعودية والخليج من العراق، والآن من اليمن، كما تطل على المتوسط من لبنان، وهي الآن في سوريا، وربما تعزز إيران من وجودها باليمن تحسبا لمرحلة ما بعد الأسد، ولهذا قراءة أخرى. ما يلفت النظر في عملية القتال الشرسة، والتوسعية، التي يقوم بها الحوثيون الآن أنها تأتي في الوقت الذي تتحدث فيه القوى اليمنية عن الحوار الوطني، مما يعني أن المفروض أن تكون هناك أجواء تهدئة لا أجواء تصعيد عسكري، لكن ما نشهده الآن من قبل الحوثيين يشبه كثيرا الاستراتيجية الإيرانية بالمنطقة حيث المزيد من خطاب «النوايا الحسنة»، مع الاستمرار في التحرك على الأرض، حيث نجد حزب الله مقاتلا في سوريا ورغم كل التصريحات الدبلوماسية الإيرانية حول الأزمة السورية. كما يقوم الحوثيون الآن باستغلال حالة الانقسام، والتشرذم اليمنية، وكما تفعل إيران بمنطقتنا، وهذا ما تجلى في الانقلاب الذي قامت به قبيلة حاشد ضد زعيمها الأحمر حيث وقع أحد شيوخ قبيلة بني صريم على صلح مع الحوثيين من دون آل الأحمر، ومن وقع يعد أحد أبرز حلفاء الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وله عداء شديد مع آل الأحمر! وعليه فما نحن أمامه الآن هو أشبه بنقلات شطرنج متسارعة حيث يتحرك الحوثيون، وبدعم إيراني، لفرض واقع يهدف إلى «حسم السيطرة على شمال غربي اليمن، استباقا لتقسيم البلاد إلى أقاليم ضمن نظام اتحادي جديد تم الاتفاق على إقامته بموجب الحوار الوطني» بحسب ما نسبته صحيفة «الحياة» لمصادر سياسية. كما أن ذاك يعني أن الحوثيين يعززون فرص إيران ونفوذها بالمنطقة، خصوصا إذا تأكدت الأخبار القائلة إن الحوثيين يتحركون الآن تجاه صنعاء، فهل تنبهت دول المنطقة إلى خطر ذلك؟ نقلاً عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوثيون على خطى حزب الله الحوثيون على خطى حزب الله



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon