توقيت القاهرة المحلي 23:58:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آخر الأنظمة العربية غير المحترمة!

  مصر اليوم -

آخر الأنظمة العربية غير المحترمة

طارق الحميد

إذا كان من شيء قد أثبتته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «جنيف 2» فهو أن منطقتنا الآن تشهد لحظة أفول آخر الأنظمة العربية غير المحترمة وهو نظام بشار الأسد الذي لم يتحدث وفده في جنيف بلغة دبلوماسية، ولم يقدم منطق دولة، بل عنجهية وشتائم وغرورا متناهيا، رغم كل هذا الدم السوري. ما سمعناه، وسمعه العالم، من وليد المعلم، وزير خارجية الأسد كان ردحا، وتجنيا، وليس لغة دبلوماسية، بل تزويرا للحقائق، واستمرارا للخطاب الفاسد الذي عرفته منطقتنا طوال العقود الأربعة الماضية، مثله مثل لغة نظام صدام حسين ورموزه، ومثله مثل نظام معمر القذافي ورجاله، وبالطبع فإن ما قدمه المعلم هو لسان حال رجال إيران بالمنطقة سواء حسن نصر الله، أو وزير خارجية لبنان الذي لا يختلف عن أي متحدث باسم حزب الله. ما سمعناه في «جنيف 2» لا يقول لنا إننا أمام حل سياسي، بل يقول لنا إننا أمام آخر الأنظمة العربية غير المحترمة؛ ففي ذلك المؤتمر زاد وليد المعلم من عزلة معلمه الأسد ونظامه، حيث أظهر للعالم بأن نظام الأسد ككل لا يرتقي لحكم دولة مثل سوريا، وإنما يجب أن يكونوا في قفص محكمة العدل الدولية، ولم يفعل ذلك وليد المعلم وحده، بل وكل الوفد الأسدي! في ذلك المؤتمر أدان المعلم الروس، وربما نفرهم من الظهور علنا كحلفاء للأسد لحظتها، كما أدان المعلم إيران، حيث رأى السوريون والعرب النظام الذي تدعمه إيران وتؤيده بالرجال والسلاح ضد العزل من السوريين! وبذلك المؤتمر الدولي عرفت المنطقة وأهلها أي مستوى من الأنظمة، ذاك الذي تدعمه طهران، التي ذهب رئيسها «المسالم» روحاني يوزع التهم ضد السعودية في دافوس مثله مثل المعلم الذي كان يمثل أحد آخر الأنظمة غير المحترمة في منطقتنا بجنيف، والذي حاول أن يظهر أنه ند للمجتمع الدولي رغم أن أركان هذا النظام الأسدي يغازلون أميركا سرا، وكما كشفت واشنطن مؤخرا، مثل ما أنهم، أي أعضاء وفد الأسد، يغازلون بعضا من الدول العربية بالسر، وخصوصا بعضا من دول الخليج العربي التي يهاجمونها الآن، وهو ما فعله سابقا أركان نظام صدام حسين، وأطولهم لسانا، ثم انتهوا لاجئين لدى بعض من الدول التي يتهمونها بالرجعية، تماما كما فعل المعلم في جنيف! ولذا فإن أهم ميزة لمؤتمر «جنيف 2» للآن هو أن المجتمع الدولي المتقاعس قد تأكد أنه يتعامل مع نظام دموي إجرامي لا يمكن الصبر عليه، خصوصا أنه يلعب بورقة الإرهاب الذي يموله ويرعاه أصلا، ولذا فقد تصدى وزراء العواصم الغربية لوفد الأسد، مثلما بات ملحوظا مؤخرا التغير في التغطية الإعلامية الغربية تجاه سوريا، حيث بات الإعلام الغربي الآن يسلط الضوء على علاقة «القاعدة» بالأسد. وعليه فإذا كان «جنيف 2» يفتقر للقرارات الحاسمة فإن أفضل ما فعله للآن أنه عرى نظام الأسد دوليا، وأثبت أنه آخر الأنظمة العربية غير المحترمة في منطقتنا. نقلاً عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر الأنظمة العربية غير المحترمة آخر الأنظمة العربية غير المحترمة



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon