توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجلس الأمن.. والرفض السعودي؟

  مصر اليوم -

مجلس الأمن والرفض السعودي

طارق الحميد

«لا توجد دولة على الإطلاق منحت فرصة الجلوس في مجلس الأمن ورفضتها إلا السعودية» هكذا قدمت شبكة (سي إن إن) التلفزيونية الأميركية لخبر اعتذار السعودية عن شغل مقعد بمجلس الأمن بعد انتخابها من عدد يفوق العدد المطلوب للفوز بالمقعد، فكيف نفهم الموقف السعودي الرافض لمقعد مهم بالمجلس الأقوى أمميا؟ بالطبع هناك من يقول إن المقاطعة ليست الحل، حتى مع قول السعودية بأن ازدواجية معايير الأمم المتحدة تحول دون قبولها بالعضوية لأن الازدواجية الدولية تجاه منطقتنا قديمة، وأن السياسة هي فن الممكن، ولا نعلم للحظة أن عدلت السعودية عن قرارها، لكن فهم الموقف السعودي يتطلب قراءة وفق سياق يراعي التوقيت والقضايا، التي لا تمس السعودية وحدها، بل وكل المنطقة. فعندما ينظر الغرب لأحداث منطقتنا، مؤخرا، على أنها ربيع عربي، بينما ينظر لسوريا على أنها حرب أهلية فهناك خطأ ما! وعندما يتردد أن واشنطن تنوي رفع التجميد المفروض على الأرصدة الإيرانية في الوقت الذي تجمد فيه أميركا جزءا من معوناتها لمصر التي هي نتاج اتفاق السلام المصري الإسرائيلي فهذا يعني أن هناك خطأ جسيما، لا يهدد أمن مصر وحدها، بل ويعرض عملية السلام برمتها للخطر، خصوصا أن السلام المصري الإسرائيلي ظل رافعة لعملية السلام بالمنطقة، مع تذكر أن مبادرة السلام العربية، والعمود الفقري لعملية السلام اليوم، هو مبادرة عبد الله بن عبد العزيز، ملك السعودية، والتلاعب في ذلك، ومن خلال المساس بمصر، وأمنها ومؤسستها العسكرية، يعني أن هناك من يخاطر بعملية السلام ككل، وبالتالي فإن الحديث عن السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وفكرة الدولتين، ما هو إلا لإضاعة الوقت، وهذا يعني أيضا أن هناك خطأ فادحا، وهو نتاج قراءة خاطئة لما يجري بالمنطقة، ولخارطة التحالفات فيها، خصوصا إذا استحضرنا تسليم أميركا العراق لإيران على طبق من ذهب! كل ذلك يقول لنا إن القرار السعودي الذي يراه البعض مفاجئا، أو جريئا، هو بمثابة رفع للعلم الأحمر أمام الدبلوماسية الغربية المتهورة تجاه منطقتنا ككل. صحيح أن السعوديين حلفاء للأميركيين، لكن التحالف لا يعني التبعية، وللسعودية بعهد الملك عبد الله بن عبد العزيز سلسلة من القرارات، والأفعال، التي تثبت ذلك، فمن رسالة العاهل السعودي التاريخية للرئيس بوش الابن أيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إلى تسمية العاهل السعودي للوجود الأميركي في العراق بالاحتلال، في القمة العربية بالرياض، وإلى مواقف السعودية من البحرين، ومصر.. وكما أسلفنا فإن السعودية حليف لأميركا، لكن الحليف ليس بتابع، خصوصا أن الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت أخطاء قاتلة من الإدارة الأميركية الحالية تجاه منطقتنا. ولنعلم مدى جدية الموقف السعودي الحالي فيجب تأمل رد الفعل الروسي الذي استوعب أن الرياض قد ألقت بصخرة كبيرة بالمياه الدولية الراكدة، خصوصا في الملف السوري الذي وقف مجلس الأمن مكتوف الأيدي فيه بسبب المواقف الروسية، وهو ما يهدد أمن المنطقة، وليس المصالح السعودية وحسب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجلس الأمن والرفض السعودي مجلس الأمن والرفض السعودي



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon