توقيت القاهرة المحلي 23:47:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وباما واختبار إيران!

  مصر اليوم -

وباما واختبار إيران

طارق الحميد

بعد الكشف الأسبوع الماضي عن تبادل رسائل بين الرئيسين الأميركي والإيراني، خرج بالأمس الرئيس أوباما قائلا إنه «يبدو» أن الرئيس الإيراني روحاني «شخص يتطلع إلى بدء حوار مع الغرب، ومع الولايات المتحدة على نحو لم نشهده فيما مضى، ولذا نود أن نختبر هذا»!وهذا الاختبار الذي يتحدث عنه الرئيس أوباما ليس بالجديد، خصوصا أن أوباما كان قد انتهج سياسة اليد الممدودة تجاه إيران بعد وصوله للرئاسة، وتبادل من قبل الرسائل حتى مع المرشد الإيراني، كما غض أوباما النظر حينها عن الثورة الخضراء بإيران، وكل ذلك كان على أمل عدم إغلاق الباب أمام ما كان يراه «فرصة سانحة»، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، حيث لم يتحقق هدف أوباما من الحوار مع إيران لإقناعها بالتخلي عن ملفها النووي. وصحيح أن إدارة أوباما تعد الأقسى تجاه طهران بالعقوبات، إلا أن نهج «اليد الممدودة» وسياسة «اختبار النوايا» هذه لن تجدي نفعا.النهج الإيراني، ومنذ الثورة الخمينية، واضح ولم يتغير، وبتغير الرؤساء، من الثعلب رفسنجاني، مرورا بـ«المتسامح» خاتمي، وحتى المتهور أحمدي نجاد، حيث واصلت إيران نفس نهجها التوسعي والعدائي تجاه المنطقة لتعزيز نفوذها، حيث لم تنكمش إيران مرة، بل إنها تتوسع، وآخر توسعها هذا كان في العراق حين قرر الرئيس أوباما الانسحاب السريع من هناك، وها هو الرئيس الأميركي يترك الآن لإيران الحبل على الغارب في سوريا! وإشكالية القول باختبار إيران الآن يظهر أن الإدارة الأميركية لم تتعلم من كل الدروس مع طهران، فبدلا من مواصلة الضغط تقوم واشنطن بمنح روحاني فرصة هو بأمس الحاجة إليها الآن، سياسياً واقتصادياً، خصوصاً أن روحاني ورث تركة صعبة من سلفه أحمدي نجاد، داخلياً وخارجياً، وأمام روحاني بالطبع تحدي مصالح خطر جداً بالمنطقة يكمن في إمكانية سقوط الأسد، هذا عدا عن انتهاء دور الأسد أساساً المنفذ لمصالح إيران بالمنطقة الآن، وكذلك مصالح حلفائها كحزب الله، ولذا فإن روحاني هو من بحاجة لفرصة اليوم، وليس أوباما.الحقيقة أن تاريخ هذه المنطقة والغرب بالتعامل مع إيران يقول إن الثقة هي آخر ما يمكن أن يعوّل عليه مع طهران، فالأهم هو الأفعال وليس الأقوال، ولذا فإن ما تفعله الإدارة الأميركية الآن يكرس صورة أوباما المترددة في السياسة الخارجية، وتجاه المنطقة تحديداً، كما يكرس صورة إيران المراوغة. لو كانت إيران جادة تجاه المنطقة والغرب لما اكتفت فقط بالموافقة على المشروع الروسي الهادف لإنقاذ الأسد، بل لبادرت لوقف دعمها لآلة القتل الأسدية، وسعت إلى حل سياسي! ولو كان الرئيس أوباما جاداً تجاه إيران أيضاً لما فوّت فرصة توجيه ضربة استراتيجية لها من خلال إسقاط الأسد، وعليه فنحن أمام فصل آخر من فصول يد أوباما الممدودة لإيران، والتي لن ينتج عنها إلا منح المزيد من الفرص لإيران.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وباما واختبار إيران وباما واختبار إيران



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon