توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كم عدد قتلى حزب الله؟

  مصر اليوم -

كم عدد قتلى حزب الله

طارق الحميد

السؤال أعلاه هو الشغل الشاغل اليوم لجل وسائل الإعلام العربية بقصد معرفة عدد قتلى حزب الله في معركة القصير دفاعا عن بشار الأسد، بينما يحاول الحزب نفسه إخفاء عدد قتلاه لإخفاء جريمته «الكبرى» ضد السوريين، والمنطقة، فهل يمكن إحصاء عدد قتلى الحزب؟ بالطبع لا، بل من المستحيل! وقبل الشروع في التحليل فلا بد من تأمل التالي، ففي عام 2006 كان كثر في هذه المنطقة، صادقين ومغررا بهم، يلهجون بالدعاء لحزب الله في حربه مع إسرائيل، بينما الواقع الآن مختلف تماما، فبالأمس نقلت هذه الصحيفة عن عضو المجلس والائتلاف الوطني السوري المعارض محمد سرميني قول اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر، إن «الذخيرة موجودة ومتوفرة في القصير، وقد وصلت إلى أبطالها، وستصل إليهم إمدادات إضافية من الأركان»، ومشددا، وهنا الأهم، أن «معنويات المقاتلين عالية ولا ينقصهم إلا الدعاء»! والدعاء هنا لمن؟ وعلى من؟ بالطبع إن الدعاء هنا للثوار السوريين وعلى حزب الله، وبالتالي فإنه من الصعب إحصاء عدد قتلى حزب الله؛ حيث قتل الحزب كله في هذه المنطقة، وسقط في أعين الصادقين، والمغرر بهم، كما أنه أسقط بيد الذين كانوا يضللون الرأي العام العربي دفاعا عن الحزب الإيراني، وبالتالي سقطت الدعاية الكاذبة التي كانت تقول إن سلاح حزب الله هو سلاح المقاومة، حيث طعن الحزب بسلاحه ظهور السوريين الذين يقاتلون أكبر نظام إجرامي عرفته المنطقة، وهو نظام بشار الأسد. فضحايا الحزب ليسوا مقاتليه وحسب، بل جل أبناء الطائفة الشيعية بالمنطقة التي لم ينكر عقلاؤها، ومثقفوها، على الحزب جرائمه في سوريا، وليس اليوم، بل منذ اندلاع الثورة، ومن أنكر على الحزب جرائمه كان عددهم محدودا جدا، وأناس كان لهم موقف نقدي من الأساس للحزب، لكن الإنكار والرفض لجرائم الحزب ليست بالشكل الكافي حتى الآن للأسف. خطورة ما يفعله حزب الله في سوريا أنه يؤجج الحس الطائفي، مما يعرض المنطقة كلها للخطر، والدليل على ذلك أنه حتى سياسي لبناني متقلب مثل ميشال عون لم يتحمل أفعال الحزب في سوريا، مما دفعه للقول: «أنا مع حزب الله بالدفاع عن الأرض اللبنانية، ولكن لست معه بأن يوسع عملياته». فإذا كان سياسي متقلب مثل عون تنبه لخطورة ما يفعله الحزب، فأين عقلاء الشيعة، ومثقفوهم، وكل شيء ينبئ بخطر طائفي قادم لا محالة في كل المنطقة؟ فما يفعله حزب الله اليوم هو أشبه بالانتحار الجماعي، للحزب، والطائفة، للأسف! ملخص القول أنه يصعب حصر عدد قتلى حزب الله، فالقصة هنا ليست قصة مقاتلين على الأرض وحسب، فما يفعله حسن نصر الله في سوريا، وإرضاء لإيران، هو انتحار جماعي للحزب، ضحيته أبناء الطائفة، والمنطقة ككل، ومن لا يرى ذلك الآن فإنه يخادع نفسه. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط " .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم عدد قتلى حزب الله كم عدد قتلى حزب الله



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 21:26 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 21:24 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon