توقيت القاهرة المحلي 07:10:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا والنفاق السياسي

  مصر اليوم -

روسيا والنفاق السياسي

مصر اليوم

  من يكذب ينسَ. وهذا حال حلفاء بشار الأسد المحتفين بالمواقف الروسية الأخيرة الباحثة عن تفتيت المعارضة، وتمكين النظام من خلال المراوغة الروسية الواضحة في الدعوة للمؤتمر الدولي حول سوريا، وتسليح الأسد من ناحية أخرى، مع تعزيز الوجود الروسي في طرطوس التي تمثل القاعدة البحرية الروسية الوحيدة بالمتوسط. حلفاء الأسد يتباهون بالدعم الروسي، وموسكو تقول، على لسان وزير خارجيتها، إنها لا تفهم الضجة المثارة إعلاميا حول تسليح الأسد، والحقيقة أن هذه جملة من التضليل، بل والتناقض، ومن كل الأطراف، سواء روسيا أو إيران أو حزب الله، أو الأسد نفسه.. فطوال العقود الثلاثة الماضية ونحن نسمع من إيران، والأسد الأب والابن، أن إشكالية منطقتنا تكمن في الوجود الأميركي، الذي يعتبرونه من أسباب التوتر بالمنطقة، وهذا ما تقوله طهران لليوم ومعها حزب الله الذي يصف خصومه بأنهم عملاء لأميركا، لكن ما نراه الآن هو أن الأسد وإيران وحزب الله يفخرون بالوجود الروسي في سوريا، كما يفاخرون بالدعم الروسي لتمكين نظام الأسد الطائفي! وحالة النفاق هذه نفسها نجدها بالمنطق الروسي الذي يقول إن التدخل الخارجي يزيد الأزمة السورية تعقيدا، بينما تزيد روسيا من سفنها الحربية في طرطوس بشكل غير مسبوق، وتقوم بتسليح الأسد المدعوم أساسا من إيران وحزب الله، وبعد كل ذلك تقول موسكو إن ما يحدث في سوريا هو نتاج ثورة قام بها إسلاميون متطرفون، فكيف يكون التدخل الخارجي سببا في تعقيد الأزمة، بينما روسيا نفسها ترمي بثقلها في سوريا وتعزز بسط نفوذها على طرطوس، وبمباركة من الأسد، ثم يتم التحذير من التدخل الخارجي؟! فالأسد وإيران وحزب الله يعتبرون العلاقة مع المجتمع الدولي عمالة، بينما يتفاخرون بالوجود الروسي. والحقيقة الماثلة أمام الجميع، وباعتراف من الأميركيين أنفسهم، أن ما تفعله روسيا من مراوغات هدفه تعزيز بسط نفوذها على طرطوس استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد. والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن الأميركيين، بحسب الصحافة الأميركية، مستعدون لتقديم ضمانات للروس بحقهم في الحفاظ على طرطوس حتى بعد سقوط الأسد، ومن هنا يتضح لنا حجم النفاق السياسي الذي تمارسه موسكو، وكل حلفاء الأسد، حول التدخل الخارجي. وبالطبع، فإن حالة النفاق الأسدية تعد أكبر من ذلك، فهذا النظام الذي تبنى كذبة المقاومة هو نفسه الذي حافظ على هدوء جبهة الجولان طوال أربعة عقود بعد أن أحرق لبنان وغزة للترويج لشعاراته الكاذبة، واليوم هو من يعزز الوجود الإيراني والروسي في سوريا. وإشكالية حالة النفاق السياسي هذه أنها لا تجد من يسلط عليها سهام النقد كما تم ويتم بحق دول الخليج المهددة من إيران؛ فمثلا لا نسمع نقدا علنيا من المحسوبين على الإخوان المسلمين بالمنطقة، والذين كانوا ينتقدون الوجود الأميركي ويشرعون الجهاد ضده، بينما يتهافتون اليوم على واشنطن ويتجاهلون الوجود الروسي - الإيراني بسوريا، فإذا لم يكن هذا هو النفاق، فماذا عسانا أن نسميه؟!   tariq@asharqalawsat.com   نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا والنفاق السياسي روسيا والنفاق السياسي



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon