توقيت القاهرة المحلي 03:12:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المغررون» أخطر من المفجرين!

  مصر اليوم -

«المغررون» أخطر من المفجرين

طارق الحميد

طالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال استقباله لمفتي السعودية، وأعضاء هيئة كبار العلماء والمشايخ، مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بضرورة تغليظ الأحكام بحق من يغررون بالشباب ويرمونهم في مهالك الإرهاب. وقال العاهل السعودي للمفتي: «الذين يأتون للتغرير بالأطفال فودك أن يحكم عليهم حكما أكبر مما يحكم عليهم الآن، فهم غرروا بأطفالنا، فمنهم من قُتل ومنهم من حُبس، الله يكفينا شرهم». وهذا أمر صحيح، ومحزن، فمنهم من قتل وقتل، ومنهم من هو في السجون، وليس في السعودية وحسب، ومنهم من عصى والديه، ودمر أسرته، بناء على فتاوى ودعاوى مضللة لم تحول هؤلاء الشباب إلى حطب كل أزمة وحسب، بل وتدمير مفهوم الدولة؛ حيث عرضوا خيرة طاقاتها، أي الشباب، للشر، كما عرضوا سمعة البلاد للتشويه. ولمطالبة خادم الحرمين بتغليظ الأحكام على المغررين، والمحرضين، أهمية قصوى، وعلى المستويات كافة، دينيا وسياسيا وأمنيا واقتصاديا، وبالطبع اجتماعيا. فتغليظ الأحكام يعد الخطوة الأساس في الحرب الفكرية المضادة للإرهاب ليعلم طلاب الشهرة، والمزايدون، أن هناك ثمنا لكل كلمة يتفوهون بها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بسلامة الشباب، وأمن البلاد والعباد. رسالة مفادها أنه لن تقوم الدولة بمحاسبة المنفِّذ فقط، بل ومن أصّل له، وحرضه، واستغل صغر سنه وقصور فهمه، خصوصا عندما تكون القضايا معقدة، ولها أبعاد دولية. وفي ذلك أيضا تجنب لجعل شبابنا عرضة للاستخدام من قبل أجهزة خارجية، وأبسط مثال اليوم ما تفعله إيران في منطقتنا وشبابنا المغرر بهم. فما يجب أن نتنبه له هو أن الشاب المنفذ لأي عملية إرهابية ما هو إلا بمثابة شعلة واحترقت، فهو ضحية أيضا، لكن الإشكالية فيمن كان يغذيه بالتحريض ويستغل حماسته، واندفاعه. والأهمية الأخرى لمطالبة خادم الحرمين الشريفين بضرورة تغليظ الأحكام على المغررين بالشباب، أنها تُظهر فعليا مدى إصرار السعودية وعزيمتها على محاربة الإرهاب، وهو ما يشهد لها به العالم، لكن المفارقة هنا تكمن في أن العاهل السعودي يطالب بتغليظ الأحكام على المحرضين، بينما نجد بعض الدول الغربية تحميهم وتحافظ عليهم، وتوفر لهم السكن والمصاريف تحت ذريعة حقوق الإنسان، ومنهم من يجاهر بأفكاره المتطرفة، ويمارس التحريض، والتأليب، على جل دول المنطقة! والمذهل أننا نجد الأجهزة الأمنية الغربية، ومعها وسائل الإعلام، تحتفي بإلقاء القبض، مثلا، على مشتبه فيهم، أو متهمين فعليا بقضايا الإرهاب، مثل قصة الشاب الشيشاني ذي التسعة عشر عاما في بوسطن، بينما المحرضون تحميهم حقوق الإنسان في الغرب، وأحيانا بحجة حرية الرأي، وها هو الشاب الشيشاني يقول إنه وأخاه المقتول تعلما تصنيع القنابل من مجلة «القاعدة» على الإنترنت بنسختها الإنجليزية! الحقيقة الماثلة أمامنا أن المغررين، والمحرضين، أخطر من المفجرين، ولذا فإن مطالبة العاهل السعودي بتغليظ الأحكام عليهم تعد أمرا مهما ولا بد من تطبيقه حماية للبلاد والعباد من شرورهم. نقلاً عن جريدة الشرق لاوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المغررون» أخطر من المفجرين «المغررون» أخطر من المفجرين



GMT 03:12 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حاجة العالم إلى رجل مثل أنور السادات

GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon