توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الميليشيا الإيرانية في سوريا!

  مصر اليوم -

الميليشيا الإيرانية في سوريا

طارق الحميد

حسنا، القصة هنا ليست للاستعراض، وإنما للتأكيد أن واشنطن تضيع الوقت والفرص في الملف السوري، والنتيجة هي مزيد من القتلى السوريين، وتمكين طهران من تعزيز وجودها في سوريا استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد، لكن لماذا نقول إن القصة ليست استعراضا؟ في 17 سبتمبر (أيلول) 2012 كتبت بعنوان «والآن.. إيران ما بعد الأسد» ما كان مستهله: «سبق أن كتبت في أغسطس (آب) الماضي هنا (فكروا في إيران ما بعد الأسد)، وأعود اليوم لأكتب عن إيران ما بعد الأسد مرة أخرى، لأن الأوضاع على الأرض في سوريا باتت تتحرك بسرعة مذهلة، ونظرا لتأكيدات سمعتها من ثلاثة مصادر عربية وأوروبية عن تخطيط إيران لما بعد الأسد..). وكان ملخص المقال أن الاستراتيجية الإيرانية التي يخدمها حزب الله تقوم على ثلاثة عناصر؛ الدفاع عن الأسد، وفي حال الفشل سيكون السعي لتكوين دويلة علوية ملتصقة بالحدود مع حزب الله، وفي حال فشل هذا الخيار أيضا، فإن إيران وحلفاءها سيسعون لضمان عدم قيام نظام قوي في سوريا، وذلك من خلال زرع الفوضى. كان هذا ملخص المقال. وأمس فقط نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قصة أوردت المعلومات نفسها، ونسبتها لمصادر رسمية بالمنطقة، وتأكيدات من رسميين أميركيين. وتقول القصة إن طهران تعمل على تكوين ميليشيا إيرانية في سوريا عدد مقاتليها قرابة خمسين ألفا؛ ومن ضمنهم عناصر من حزب الله، يقاتلون دفاعا عن الأسد، وهدفهم الرئيسي أن يكون لإيران موطئ قدم في سوريا ما بعد الأسد! والأمر لا يقف عند هذا الحد، فالصحيفة تقول إن إيران أشرفت أيضا على إعادة تكوين الشبيحة تحت تنظيم وصفته الصحيفة بحسب مصادرها على أنه أشبه بـ«الباسيج» الإيراني، وهو ما أفردنا له مقالا كاملا بتاريخ 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، وبعنوان «الباسيج الأسدي»! وعليه، فإن ملخص القول هو أن ما أوردته «واشنطن بوست» ليس بالجديد، فقد سبق أن كتبناه، ولم يكن ذلك رجما بالغيب، بل بناء على معلومات من مصادر تحدثت مع الإدارة الأميركية وزودتها بما هو أكثر، مما يعني أن حيرة واشنطن غير مبررة، بل إن السؤال هو: لماذا تمنح واشنطن طهران الفرصة تلو الأخرى لتصعب ليس فقط سقوط الطاغية؛ بل مرحلة ما بعد الأسد، خصوصا أن الصحيفة تقول إن إيران قادرة على الاستفادة من الفوضى، وهو ما فعلته في أفغانستان، والعراق، ولبنان، والآن طبعا في سوريا؟ فمحير أن واشنطن تمتنع عن تسليح الثوار، أو التحرك الدبلوماسي الجاد، بينما تقوم إيران بإرسال الرجال والسلاح استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد! فهل واشنطن مستوعبة أن ما ستفعله إيران في سوريا سيكون على غرار ما فعلته في لبنان عندما زرعت حزب الله، وستحصل إيران على الشرعية بالطبع من خلال فتح جبهة الجولان، ولعب لعبة المقاومة والممانعة الكذابة، مما يعني جر المنطقة كلها إلى حروب مهلكة سيكون فيها أيضا البعد الطائفي، فهل تستوعب واشنطن معنى ذلك، وما سيترتب عليه؟ نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الميليشيا الإيرانية في سوريا الميليشيا الإيرانية في سوريا



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon