توقيت القاهرة المحلي 07:15:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استمع لعلاوي وليس للدوري

  مصر اليوم -

استمع لعلاوي وليس للدوري

طارق الحميد

تلقت الساحة العراقية خطابين في اليومين الماضيين، كلاهما على طرفي نقيض، وذلك على أثر المظاهرات التي تكبر يوما بعد الآخر ضد نوري المالكي.. فهناك خطاب طائفي بامتياز، وهو خطاب عزة الدوري الفار منذ سقوط صدام حسين، والخطاب الثاني الذي يمثل وجهة نظر رجل دولة هو خطاب الدكتور إياد علاوي، فلمن يجب أن يستمع العراقيون؟ بالطبع فإن الخطاب الذي يجب أن يحظى بالاستماع، والاهتمام، هو خطاب إياد علاوي الذي يهدف إلى تصحيح المسار السياسي، ووضع حد لانزلاق العراق ككل إلى أتون الطائفية، والفشل السياسي وسط صراعات عطلت البلاد ككل، وألحقت الأذى بجميع مكوناتها. خطاب علاوي هو خطاب من يبحث عن مخرج للأزمة، ويقدم حلولا، أما خطاب الدوري الذي بث بشريط مسرب فهو خطاب طائفي مقيت لا يقدم إلا الدمار للعراق. خطاب الدوري وصفة خراب، أما خطاب علاوي فهو وصفة دواء، والفارق كبير. وعليه، فإن سُنّة العراق تحديدا، وعلى المستويات كافة، عليهم أن يتعلموا من أخطاء السنوات السبع الماضية بكل ما فيها؛ فالظلم لا يرفع بالطائفية، والعنف، والمقاطعة، ولو كان الخصم يمارس كل ذلك، ويتعنت به. صحيح أنها نصيحة قاسية، لكن لا بد أن يستمع لها سُنّة العراق اليوم، وخصوصا أنهم لا يقفون وحيدين أمام تصرفات الحكومة العراقية الحالية، بل إن هناك مجاميع عريضة في العراق تقف معهم، سواء من الأكراد، أو الشيعة، أو القوى المدنية السياسية، والتي يمثل خطاب علاوي مظلة لها، أما خطاب الدوري، وحديثه عن الصفوية، والخمينية، والهيمنة الفارسية، فإنه سيعيد العراق كله إلى المربع الأول بعد سقوط صدام حسين، حيث يتحزب كل طرف لجماعته، أو طائفته، وهذا خطأ قاتل. المفروض على جميع العراقيين، وتحديدا السُنّة الآن، الاستجابة لكل يد ممدودة للمساعدة على خروج العراق من مأزقه، وتفويت الفرصة على كل أعداء العراق، سواء الطائفيون مثل الدوري، أو إيران وأتباعها، وذلك من أجل تصحيح مسار العملية السياسية، وتنقيتها من الطائفية المقيتة، وإفشال مشروع الديكتاتورية الجديدة في العراق اليوم. فطالما أن مقتدى الصدر، رغم كل المآخذ عليه، قد صلى في مسجد السنّة، ومد اليد لهم لإفشال مشروع الديكتاتورية الجديدة، فالواجب، سياسيا، هو الرد على التحية بأفضل منها، وهذا يعني مزيدا من الوعي السياسي؛ فالدرس الذي لم تتعلمه منطقتنا كلها، وليس العراق وحده، للأسف، أنه في معركة الإقصاء لم ينجح أحد. فلن ينجح السنّة في إقصاء الشيعة، كما لن ينجح الشيعة في إقصاء السنّة، ولو استعانوا بإيران، وإنما سينجح الجميع عندما يتم بناء عراق واحد موحد لكل العراقيين، وبعدها فإن ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وإن أغضبت هذه العبارة الشتّيمة، بكل مستوياتهم، حيث إن الشتامين باتوا على كل المستويات الآن في منطقتنا. وكما قلنا في مقال سابق، فقد تسعى إيران لإخراج المالكي، وقبل الأسد، لتفويت الفرصة على من يريدون إبعاد بغداد عن طهران، وأفضل وسيلة لقطع الطريق على الإيرانيين، وغيرهم، هي التصرف بوعي سياسي عقلاني بعيدا عن الطائفية، والطائفيين، وهذا لا يتحقق إلا إذا تذكرنا أن خطاب الدوري هو وصفة خراب، بينما خطاب علاوي هو وصفة دواء. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استمع لعلاوي وليس للدوري استمع لعلاوي وليس للدوري



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon