توقيت القاهرة المحلي 23:58:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخليج العربي وإيران

  مصر اليوم -

الخليج العربي وإيران

طارق الحميد

في الوقت الذي أصدرت فيه القمة الخليجية الثالثة والثلاثون في البحرين بيانا تضمن مطالبة إيران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، أعلنت طهران عن مناورات بحرية عسكرية في الخليج من أجل «تعزيز جاهزية القوات المسلحة، واختبار المعدات العسكرية الحديثة، إضافة إلى تنظيم تكتيكات حربية جديدة»! ورغم كل ذلك نجد أن بعضا من وكالات الأنباء تقول، إن دول الخليج تحذر إيران من التدخل «المزعوم»، ونجد بيننا من يقول إن إيران دولة صديقة، وهناك مبالغة في دورها، رغم كل ما تفعله طهران طوال العقود الثلاثة الماضية ليس في الخليج فقط، بل وفي اليمن والعراق ولبنان، وبالطبع في سوريا التي سقط فيها إلى الآن ما يفوق الثلاثة والأربعين ألف قتيل على يد نظام الطاغية الأسد وبدعم إيراني كامل. ورغم كل ذلك نجد من يشكك في دور إيران الخطير على أمن الخليج والمنطقة. اليوم، ومع البيان الخليجي المهم، الذي صادق على قرارات مجلس الدفاع المشترك وبارك إنشاء قيادة عسكرية موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة، وكذلك إقرار الاتفاقية الأمنية المعدلة مع التأكيد على أهمية تكثيف التعاون فيما يتعلق بتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، تكون دول الخليج قد قررت المواجهة مع إيران، بعد أن أعلنتها طرفا رئيسيا في زعزعة استقرار المنطقة، والخليج تحديدا، وبشكل معلن، رغم أنه أمر كان معلوما، لكن هذه المرة سمى القادة الخليجيون الأشياء بأسمائها، فهل هذا يكفي؟ الإجابة لا! فدول الخليج ليست بحاجة لمن يذكرها بخطر إيران، وحلفائها، وكذلك المخاطر الحقيقية على الكيان الخليجي ككل، وليس النظرة الضيقة لبعض الدول الخليجية، فما هو ثابت اليوم خليجيا أن الخطر عام وليس خاصا، وأن الهدف من كل ما يدور حولهم اليوم هو النيل من استقرارهم، وأمنهم. ولذا، فالمطلوب من دول الخليج اليوم كثير، سواء كان سياسيا، أو عسكريا، أو اقتصاديا، أو ثقافيا، وحتى إعلاميا، وليس في الخليج وحده، بل في كل المنطقة، وخصوصا أن قواعد اللعبة عربيا قد تغيرت. اليوم، لا بد من قوة عسكرية خليجية موحدة على أعلى المستويات، وفرق عالية الجاهزية لمكافحة الإرهاب، وغرف عمليات مشتركة لتداول المعلومات، وبنك خليجي قوي ونافذ، وذلك بدلا من أن تكون المساعدات هبات، بل تكون سياسة موحدة في إقراض الأصدقاء، وبطرق تضمن عدم وقوع الأموال بيد الفاسدين، وسياسات مالية تضمن أمن الحلفاء، سواء على نطاق دول الخليج أو خارجه. ولا بد من جهد دبلوماسي وسياسي موحد، وتنسيق سياسي متكامل، وليس التباين الصارخ الذي نراه أحيانا بين بعض أعضاء الدول الخليجية. ولا بد كذلك من إنشاء مراكز أبحاث ترصد التحديات التي تواجه دول الخليج، وتقدم رؤى، ووقائع، وليس كلاما إنشائيا وعاطفيا، مراكز تحتوي الباحثين المميزين شريطة ألا تكون مراكز حكومية صرفة. فطالما طالبت دول الخليج إيران علنا بالكف عن التدخل في شؤونها فلا بد من إتباع ذلك بأفعال، مثل الاتحاد الذي يتطلب تفاعلا متكاملا، فطهران لا تستجيب للمطالبات، ولا للنيات الحسنة، وكل ما حولنا يقول لنا، إن القادم أصعب على مستوى الخليج، وهذا ما يجب أن ندركه. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخليج العربي وإيران الخليج العربي وإيران



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon