توقيت القاهرة المحلي 17:39:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر.. ترهيب الإعلام

  مصر اليوم -

مصر ترهيب الإعلام

طارق الحميد

كنت ممن انتقدوا الإعلام المصري في عهد الرئيس مبارك، وبعده، انتقدت صحيفة «المصري اليوم» على مانشيت: «يوم تكرم مصر أو تهان»، وكنت أول من انتقد الإعلام المصري، وقبله الغربي، على سقطة الترويج لقصة ثروة مبارك المختلقة، وهي القصة التي اعتذرت لاحقا عنها صحيفة «الغارديان» على لسان أحد كبار محرريها، لكن اليوم لا بد من الدفاع عن الإعلام المصري! ففي مظاهرات الإخوان المسلمين والسلفيين الداعمة لقرارات الرئيس المصري الانقلابية، رفع المتظاهرون الإسلاميون يافطة تضمنت أبرز الوجوه الإعلامية المصرية، وكتب عليها: «المجاري التي طفحت في بيوت مصر»! وهو محاكاة للعنوان المميز الذي خرجت به «المصري اليوم» بعد ثورة 25 يناير تأبينا للشهداء المصريين: «الورد اللي فتّح في جناين مصر». ندافع عن الإعلام المصري، وعلى علاته، حيث التهييج والتحريض والعاطفة والإفراط باتهام كل من انتقد ثورة 25 يناير وطريقة التعاطي معها، أو من حذر من الإخوان المسلمين أنفسهم الذين يريدون ترهيب الإعلام المصري اليوم لإتمام المشروع الانقلابي الإخواني. فإذا رهب الإعلام، وأسقطت هيبة القضاء، وتمت محاصرته، وتم الاستئثار بكتابة الدستور، وترويع الفن والفنانين، فأي مؤسسات تلك التي ستبقى لمصر، بل أي دولة مدنية تلك التي ستبنى؟ كنت، وما زلت، من أشد المؤمنين بأن تكون هناك قواعد منظمة للإعلام، قانونية وأخلاقية ومهنية، قواعد صارمة، مثل كل الإعلام المحترم في العالم، لكن من المرفوض تماما ترهيب الإعلام، ومحاولة إسكاته بالابتزاز والشتائم، وتشويه السمعة، وعلى الطريقة الإخوانية، وبالحالة المصرية تحديدا، فإن أبرز أخطاء الإعلام المصري هو الوثوق بمشروع الإخوان المسلمين على علاته، ودون طرح أسئلة جادة. فمحاولة مجاراة القوى الثورية الكارهة والناقمة، على نظام مبارك جعلت الإعلام المصري يجاري الأعلى صوتا بدلا من أن يقوم بعمله الحقيقي، وهو طرح الأسئلة الجادة، وتقديم المعلومات الصحيحة، فقد قرر الإعلام المصري حينها، وللأسف، أن يضع الحصان خلف العربة، وليس أمامها، وها هو الإعلام نفسه يقع ضحية ترهيب الإخوان والسلفيين. ترهيب الإعلام المصري، والتطاول عليه بهذا الشكل، ومحاولة إقصائه، تقول لنا كثيرا عن قادم الأيام في مصر. تقول لنا إن مصر اليوم هي إيران ما بعد الثورة الخمينية، وتقول لنا إن هناك حملة منظمة بمصر اليوم لإقصاء كل المؤسسات المحترمة، أو تطويعها، واحتوائها، وهو ما لم يفعله حتى مبارك، الذي أعطى في أواخر سنوات حكمه سطوة للإعلام، وأبرز من استفاد من تلك السطوة هم الإخوان أنفسهم الذين يصورون كل شركاء المرحلة الحالية الآن على أنهم «مجاري» بالنسبة للإعلام، و«فاسدون» في حالة القضاء، و«فلول وبلطجية» لكل من هم بميدان التحرير. وعليه فمن بقي من شركاء الوطن؟ بل وماذا تبقى من مؤسسات الدولة المدنية التي يراد تحويلها اليوم إلى مؤسسات «إخوانية»؟ مخيف ما يحدث في مصر، وآخره ترهيب الإعلام، مما يوحي بأن مصر تسير على خطى الثورة الخمينية، والمخيف أكثر هو حملة التزوير العربية لترويج الانقلاب الإخواني بمصر، وعلى غرار تبرير وترويج انقلاب غزة، ومن إعلاميين ومثقفين للأسف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر ترهيب الإعلام مصر ترهيب الإعلام



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon