توقيت القاهرة المحلي 12:48:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفقة القرن.. وصفقات أخرى فى الطريق

  مصر اليوم -

صفقة القرن وصفقات أخرى فى الطريق

بقلم - توماس جورجيسيان

الحديث عن صفقة القرن بدأ يعود إلى واشنطن من جديد مع الإعلان عن بدء جولة جديدة لفريق السلام بقيادة جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه ومعه جيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكى للمفاوضات الدولية.

يزور الفريق إسرائيل والأردن ومصر والسعودية وقطر. إلا أن الحديث عن الصفقة كعادته حديث مقتضب وغامض يدخل فى إطار التمنيات والتكهنات وبالتالى يثير أحيانا حديث المؤامرات. الجولة تهدف إلى التشاور وتبادل الآراء وسوف تتم دون لقاء مع الفلسطينيين.

منذ أيام التقى فريق السلام الأمريكى بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بحضور نيكى هيلى مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة. وقد تمت مناقشة الأوضاع فى غزة وصفقة القرن. وكان ديفيد فريدمان، سفير أمريكا لدى إسرائيل، فى زيارة لواشنطن خلال الأسبوع الماضى.

الصفقة رغم وصفها بأنها صفقة القرن وأحيانا الصفقة الكبرى فإنها ـ كما ذكر فى كلمات نسبت لمسؤولين بالإدارة فى الفترة الماضية ـ مازالت موضع تشاور وتفاوض مع الأطراف المشاركة. لم تصاغ بعد فى شكلها النهائى. لم يتم بعد تحديد تاريخ الإعلان عنها وكشف مضمونها. كما لم يتطرق بعد أى مسؤول أمريكى لتفاصيل هذه الصفقة أو آلية تنفيذها أو الجدول الزمنى لها. وبالطبع ـ وكما جرت العادة فى الأمور التى تخص إسرائيل فإن التسريبات الخاصة بصفقة القرن وفريق السلام تأتى غالبا من الإعلام الإسرائيلى ـ وآخرها كانت فى صحيفة هاآرتس- ومنها أن الصفقة كوثيقة لن تكون اتفاقا للسلام ولن يتم التعامل معها بالقبول أو الرفض بل تعد نقطة انطلاق لعملية تفاوضية تشارك فيها الأطراف. وأن الصفقة قد تشمل مليارا من الدولارات من دول الخليج من أجل اقتصاد غزة. وهل تذكرون الـ ٤ مليارات من الدولارات من دول الخليج أيضا إذا كان المطلوب هو إبقاء على القوات الأمريكية فى سوريا؟ أمر طرح فى واشنطن من قبل.

وكلما تناول الحديث توجهات الصفقة فى أجواء واشنطن تتم الإشارة إلى غياب المشاركة الفلسطينية وترديد نغمة غياب قيادة فلسطينية راغبة وقادرة على التفاوض مع عدم اللجوء إلى الأمم المتحدة والمحافل الدولية لحل القضايا المشتركة. ويتم تكرار القول بأن إيران تمثل خطرا أكبر من إسرائيل لدول المنطقة ودول الخليج على وجه التحديد. كما يتم التأكيد بأن كوشنر يملك ويحرك زمام الأمور برمتها فى الملفات الخاصة بصفقة القرن ويتمتع بثقة ترامب الكاملة. كما أن تحركات وتصريحات ديفيد فريدمان، سفير أمريكا فى إسرائيل ورون ديرمر، سفير إسرائيل لدى أمريكا فى الفترة الأخيرة، تعكس ما لكل منهما من نفوذ فى تحقيق تواصل وتطابق وتنسيق فى المواقف المشتركة بين واشنطن وتل أبيب.

ويأتى الحديث الجديد عن صفقة القرن مع انتهاء قمة سنغافورة وإتمام صفقة بين ترامب وكيم حول السلاح النووى فى شبه جزيرة كوريا. وحديث آخر تردد منذ أيام فى واشنطن حول إمكانية عقد قمة فى يوليو مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. والتوصل معه إلى صفقة بخصوص أوكرانيا وسوريا. وحسب ما نقل عن مسؤولين بالإدارة فإن الرئيس ترامب لديه رغبة ملحة فى عقد صفقات متتالية وإزالة المخاطر التى تحيط بأمريكا والعالم. وفى رأى المراقبين فإن الصفقة التى يتحدث عنها ترامب أو يعمل من أجلها ليست أمرا تمت دراسته وتقييمه ووضع آلية لتنفيذه وإنما غالبا شو إعلامى من الدرجة الأولى، إذ إن الاهتمام منصب على الشكل والصورة، والانطباع الناتج عنها.

وفى جلسة استماع عقدت بمجلس الشيوخ يوم الخميس الماضى لاعتماد ترشيح ديفيد شينكر مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى لم يتطرق شينكر على الإطلاق فى شهادته المكتوبة أمام لجنة العلاقات الخارجية إلى الحديث عن عملية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. كما كانت العادة لمن شغلوا من قبل هذا المنصب الرفيع. وعندما سئل فى الأمر فيما بعد آثر التذكير بأن فريق السلام هو المعنى بالعملية التفاوضية. وبأنه ليس بالمطلع على تفاصيلها واكتفى بالحديث عموما عما يجب أن تشهده المنطقة فى نهاية المطاف.

الحديث عن صفقة القرن يتجاهل الإشارة إلى الشريك الفلسطينى وإلى دور الوسيط النزيه، وأيضا إلى مبدأ حل الدولتين.. ويتفادى عمدا مواجهة عقبة المستوطنات وقضية اللاجئين وحق العودة.. ومستقبل القدس.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن وصفقات أخرى فى الطريق صفقة القرن وصفقات أخرى فى الطريق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon