توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عام من العزلة والإرهاب

  مصر اليوم -

عام من العزلة والإرهاب

بقلم - جمال الكشكي

سقطت رهاناته، وكل المؤشّرات تقول إن مستقبله سيكون أكثر تعقيداً.

تنظيم الحمدين نجح بامتياز في قيادة قطر إلى ورطة ستكون فواتيرها باهظة جداً. كشف عن الوجه الحقيقي لدويلة الصلف والمكابرة والإحساس الوهمي بالقوة.

على مدار عام مضى لم تستيقظ الدوحة من أوهامها، وأصرت على رفض مطالب الرباعي العربي ورفض الانصياع لمبادرات كانت تمثل طوق النجاة لها، لكن كل هذا الرفض لم يشفع لتنظيم الحمدين أمام الرأي العام العالمي والإقليمي والعربي الذي يراه متورطاً في دعم وتمويل الإرهاب والميليشيات.

قطر هي الخاسر الأكبر سياسياً واقتصادياً من هذا العناد فكل التقارير تؤكد خسارتها لأكثر من 300 مليار دولار بسبب هذا العناد سواء نتيجة لارتفاع تكاليف البضائع والتأمين على الواردات القطرية أو نتيجة لتراجع تصنيف قطر المالي، بالإضافة إلى زيادة المسافات الجوية والبحرية التي تقطعها الطائرات أو السفن القادمة إلى قطر. إلى جانب الخسائر الاقتصادية فهناك أيضاً خسائر سياسية محققة، سيما أن الدوحة عاشت أكثر من رهان خلال العام الماضي، راهنت على أميركا. لكن المتغيرات دفعت واشنطن إلى تجاوز الدور الصغير الذي استخدمت فيه هذه الدويلة، فمصالح أميركا مع الرباعي العربي تفوق كثيراً استضافة قطر قاعدة «العديد». هذا الكلام يؤكده الإعلام الأميركي، الذي أبدع الفترات الماضية في كشف الأوراق السرية الفاضحة لحجم وألاعيب هذه الدويلة في القيام بالأدوار المشبوهة، والمهمات التخريبية.

كما راهن تنظيم الحمدين على إيران. لكن التوقيت لم يعد الآن في خدمة هذا الرهان. فطهران تبحث عمن تراهن عليه من أجل مصالحها. اختلطت الأوراق. أولويات الحرس الثوري ليس من بينها مد صلاحية النظام القطري، بل إنه لا يزال يعاني صدمة خروج ترامب من اتفاق 1+5، ويركز على كيفية مواجهة الانفجار المقبل في الشارع الإيراني، نتيجة السياسة الخرقاء للملالي، واستنفاد الطاقات الإيرانية بالتدخلات المزعزعة للاستقرار في شؤون الإقليم، كما نرى في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

أيضاً الرهان الاستراتيجي بالنسبة لتنظيم الحمدين خلال العام الماضي فهو الرهان التركي، لكن التوقيت الآن ليس في صالح هذا الرهان، فأنقرة تستغيث بمن يحاول العبور بها إلى مخطط أردوغان الذي تنتظره انتخابات رئاسية الأيام المقبلة، فضلاً عن أن تركيا تحولت إلى دولة منبوذة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ومن جيرانها في المنطقة، بسبب احتلالها لأراضٍ عربية في سوريا والعراق، ودعمها لداعش والجماعات الإرهابية، الأمر الذي أدى إلى تراجع القيمة النسبية لتركيا في المنطقة، وبالتالي فإن الدوحة لم تعد في قائمة اهتمامات أنقرة، التي تبحث عن ملاذ آمن لنفسها في ظل المتغيرات والتحديات التي تواجهها في هذا التوقيت الصعب، لا سيما أن نظام حليفتها إيران يواجه خطرا وجوديا في الداخل والخارج.

هذه الخسائر الاقتصادية والسياسية ستتضاعف في ظل إصرار قطر على العناد والصلف ورفض مطالب الرباعي العربي الثلاثة عشر والمبادئ الستة، فقطر تؤكد يوماً بعد يوم، أنها مخطئة، وعليها أن تعيد حساباتها الآن بعد مرور عام قبل أن يتفجر شعبها في وجه نظام، ليست لديه قدرة على تقدير المواقف أو الحسابات الصحيحة، وأنه نظام لم تعد لديه أية أوراق جديدة، بل صار أمام الرأي العام العالمي والإقليمي والعربي، المتهم الأول بدعم الإرهاب وما يؤكد ذلك أن أموال قطر فشلت خلال هذا العام في تبييض وجهها بعد التعاقد مع 37 شركة علاقات عامة أوروبية وأميركية، لأن الأمر بات صعباً بعد أن تجمعت جميع الأدلة والقرائن على التورط الدامغ للنظام القطري في العمليات الإرهابية. عام مضى من العناد، ونتوقع أن يكون العام المقبل قاسياً جداً على تنظيم الحمدين.

نقلا عن البيان الاماراتية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام من العزلة والإرهاب عام من العزلة والإرهاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة

GMT 10:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب في الأسبوع الأخير

GMT 07:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دار MARVINI للمجوهرات تطرح المجموعة الجديدة للمرأة الجذّابة

GMT 13:42 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

"عودة إلى الزمن الجميل" تقذف بقارئها بين أمواج الذاكرة

GMT 07:15 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

الدعاء مستجاب بعد صلاة الفجر يوم الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon