توقيت القاهرة المحلي 01:30:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان وغاية القرآن

  مصر اليوم -

رمضان وغاية القرآن

بقلم - جمال قطب

ستبقى «مفكرة رمضان» تزودنا بالقوى الروحية المتعددة، ففى رمضان تنزل القرآن الكريم على رسولنا العظيم، وغاية القرآن العامة هى ((كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور)).

نعم فالغاية العامة للقرآن هى إخراج الناس ــ كل الناس ــ من الظلمات.. ظلمات كثيرة وقفت فيها البشرية طوال قرون طويلة.. ظلمات أحاطت بالنفس، وظلمات اقتحمت القلب، وظلمات كثيفة سيطرت على العلاقات من جميع الظلمات.. ثم ينقل البشرية كلها إلى «النور».. فكما ترى، الظلمات جمع مجموع، أما النور فهو مفرد نور واحد يحيط بالشرية جميعها.

ــ1ــ


فالنفس البشرية «نفس الإنسان» قد سقطت فى مستنقع من الأمراض النفسية.. نعم فنحن نشاهد أناسا أصابها الكبر والاستعلاء تظن أنها فوق الناس، أو فى مقدمة الناس، مع أن كل واحد منهم لا يستطيع الاعتماد على نفسه فى أدنى الأمور، ولا يستطيع تقديم منفعة لغيره.
فتلك نفس متكبرة متضخمة كلامها أكثر من فعلها، وفعلها هابط لا يسمن ولا يغنى من جوع.
ومع الأنفس المتكبرة تجد انفسا منافقة تساعد المتكبر على كبره، كما ترى أنفسا مستضعفة تستسلم للمتكبرين وترضخ لهم، ولولا أن الأرض تحمل على ظهرها الأنفس الطاهرة والأنفس الزكية، والأنفس اللوامة، والأنفس المطمئنة.. لولا هؤلاء لحاق العقاب بالبشرية كلها. ولمثل أمراض الكبر والنفاق والاستضعاف جاء القرآن ليخرجهم من ظلماتهم ويتيح لهم نور الله بوحيه فيتناولون الدواء الإلهى فتتعافى الأنفس وتخرج من الظلمات إلى النور.

ــ2ــ


وقلوب البشر قد تسابقت نحو أمراض القلوب. فنرى قلوبا أصابتها «الغفلة»، فلا تتذكر واجبات حياتها، وقلوبا أصابها الزيغ فهى طامعة فى كل ما عند الناس لا تكتفى بشىء، وقلوبا أصابتها القسوة لا تعرف الرحمة ولا اللطف، وأمراض الحسد والرياء وغيرها كثيرة. وكل تلك الأمراض جاء القرآن يشفى القلوب بما أصابها من الزيغ والحسد والحقد والغل والغلظة.
ــ3ــ
أما علاقات البشر فحدث ولا حرج عما أصابها من أمراض، فعلى مستوى الأسرة والعائلة تفشى الخصام وقطع الأرحام وتزايد توتر العلاقات، وغابت الرحمة، واختفت المودة، وانتشر التفكك الأسرى وتكاثرت حالات الطلاق وخصوصا بين المتزوجين حديثا، وأصاب ذلك عددا كبيرا من الشباب والشابات بالخوف من الزواج.

ــ4ــ


وعلى مستوى الحرف والمهن انتشرت أمراض: التنافس غير الشريف والجشع والطمع، كما تطفل الجهلاء ليمارسوا حرفا ومهنا لا يتقنونها فانعدم الإنتاج، أو تكدس الإنتاج غير الجيد، وتزايد الغش وأصبح هو القاعدة فى المعاملات بين الناس، وزحف الشر إلى هؤلاء الذين يعملون فى الطعام والشراب إذ يسقون الزرع بمياه ملوثة!!!
كما يتعجلون نضج الزرع بإضافة بعض الكيماويات !!! دون خوف من الله.

ــ5ــ


وفى ميدان الثقافة والفنون نرى الإعلام والإعلان يتبنى شخصيات قميئة وأفكار مدمرة، وألفاظا جارحة وهم لا يدرون أن جرائمهم هذه تفقد الأمة حاضرها ومستقبلها.. وما قلناه يتكرر فى مجالات الطب والدواء، بل فى الدعوة والافتاء.. ولا عاصم من هذا الفساد المتراكم إلا نور الله الذى أنزله فى رمضان وهذا القرآن الكريم.

ــ6ــ


فالقرآن الكريم هو الذى يخرج الناس ــ كل الناس ــ من الظلمات إلى النور: يخرجهم من ظلمة الجشع والطمع إلى الرضا، بل يخرجنا جميعا من العنف إلى اللين ومن التدابر إلى التراحم، بل من التخلف إلى التقدم والازدهار.

يتبع

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان وغاية القرآن رمضان وغاية القرآن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon