توقيت القاهرة المحلي 07:15:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا ريت نسدد ديون مصر

  مصر اليوم -

يا ريت نسدد ديون مصر

بقلم - عبد الرحمن فهمي

بلا خجل.. أرسلت الحكومة الرشيدة إلى مجلس النواب ميزانية الدولة الجديدة «2018- 2019».. ولم تكتفِ بذلك، بل نشرت ملخصها فى صحف الأسبوع الماضى.. وأكثر من كل هذا تفتخر الحكومة بأنها أكبر ميزانية فى تاريخ مصر!!.. وأقرأ فى الصحف حكاية غريبة.. الأرقام الرسمية تقول إن الإيرادات 989 ملياراً «متوقعة»!! ولكن المصروفات «حجم الإنفاق كما قالوا» تريليون و424 جنيها!! يبقى حجم العجز فى الميزانية كام؟!.. وهل سنلجأ لقروض جديدة؟!.. وهل حجم الميزانية هو حجم الإيرادات- فى حدود معلوماتنا أم حجم المصروفات؟!.. نعم أنا بعيد تماماً عن لغة «الأرقام» وطول عمرى أسقط فى الحساب والجبر والهندسة واللوغاريتمات فى ابتدائى وثانوى.. ولكن نريد أن نفهم من هؤلاء الجهابذة راسنا من رجلينا.. بالشكل الذى أعلنتموه.. العجز فى الميزانية رهيب، وأعتقد أنه أكبر عجز فى تاريخ مصر.. فكيف نفتخر به؟!

هذه أول ميزانية فى الولاية «الجديدة» التى نريدها جديدة فى كل شىء.. وميزانية الدولة هى «أهم شىء»!.

فوجئت مثلاً برقم رهيب فى بند المصروفات اسمه «خدمة الدين»!.. ثم قيل لى خدمة الدين هى الفوائد وما حولها! وليس تسديد أى مبلغ من أصل الدين.. والكارثة فى نفس اليوم خبر فى نفس الصحف أن مصر تتسلم اليوم ملياراً من صندوق النقد تطبيقاً لاتفاقية قديمة، وهذا معناه أن الديون تزيد ثم خدمة الديون ستزيد.. هذا معناه أن الشباب والأجيال القادمة سيغرقون فى الديون وفوائدها وخدمتها!

رقم «خدمة الديون» فى الميزانية رقم رهيب يبتلع أكثر من ثلث الإيرادات! ورحم الله أستاذنا أحمد بهاء الدين.. فى عموده الثابت فى الأهرام كتب بعد معاهدة (كامب ديفيد): يجب أن يكون سداد الديون الخارجية على الأقل هو الخطوة الثانية.. وكان السادات مقتنعاً جداً بهذا الرأى.. وطالب بهاء الكتاب والمفكرين بأن يقترحوا طرق السداد السريع.. ثم اقترح بعد ذلك فكرة «إيجار» أو «بيع حق الانتفاع لسنوات معينة» لقناة السويس على أن نقبض المبلغ كله مرة واحدة فى البداية.. لا أقساطا سنوية لكى نتحاشى الفوائد والخدمة! وكانت كل الدراسات الأولية تؤكد أن المبلغ المطلوب يكفى كل الديون الخارجية، وجزء منه يتبقى أيضاً.. وهناك دول وهيئات تتمنى استئجار أخطر قناة تربط طرفى الكرة الأرضية.. ولكن بهاء تعرض لحملة صحفية وإعلامية قاسية للغاية من الشيوعيين والناصريين.. فقد كانوا ضد السادات فى كل شىء، لأنه حرر مصر من الاستعمار والخراب الذى تركه عبدالناصر.. ولأن السادات اضطر أن يهادن الإخوان ضد صدام والفلسطينيين فى مصر وكل الدول العربية.. كان الهجوم على بهاء من العنف الذى وصل إلى قلة الأدب، فأصيب بهاء بمرض احتار فيه الأطباء حتى مات- رحمه الله.. ولك الله يا مصر.

■ ■ ■

وسبق أن قلت إن قصر البارون إمبان كان ثمنه منذ عدة سنوات ضعف ميزانية مصر، فما ثمنه الآن؟.. بلاها القناة، تعالوا نبِعْ قصرا لم يدخله أحد كل هذه السنوات.. قالوا لى إن أوناسيس وأغاخان ماتا.. البقية فى حياتك. قلت يومها إن هناك من هو أغنى منهما الآن.

وقلت إن شركة «والت ديزنى» تريد مساحة أرض ثلاثة أضعاف مساحة مدينة نصر، وفى المكان الذى ستختاره.. وقلت اتصلوا بالسفارة الأمريكية رأساً بعيداً عن السماسرة إياهم.. ولم يسمع أحد الكلام.

كلمه أخيرة: تسديد ديون مصر لنشم نفسنا مثل باقى خلق الله.. خير ما نقدمه لمصر وللأجيال القادمة.. خير من كل ما فعلناه وما نفعله الآن.. ولكن هل هناك من يسمع الكلام؟!

نقلا عن المصرى اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا ريت نسدد ديون مصر يا ريت نسدد ديون مصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon