توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذهب الليل وجاء الذهب

  مصر اليوم -

ذهب الليل وجاء الذهب

بقلم : مصباح قطب

 اسألوا أمهاتكم أنتم أيضا. هذه نصيحتى للذين قرأوا حوار نجيب ساويرس إلى وكالة بلومبرج العالمية الاقتصادية، أو سمعوا عنه، والذى قال فيه إنه يستثمر نصف ثروته حاليا في الذهب، لأنه سيصعد، بينما تحيط الشكوك بأسواق الأسهم، مؤكدا أنه استشار والدته قبل أن يأخذ مخاطرة تركيز استثماراته بهذا الشكل.

لرجال الأعمال الكبار منطق لا نعلمه وقد لا نفهمه.. نريد منهم عادة أن يقوموا بما نتصوره الأكثر ضرورة لنا حتى لو كان غير مربح. المستثمرون لا يطرحون على أنفسهم السؤال الأول الذي جال بخاطر كثيرين ممن قرأوا الحوار، ألا وهو: وهتستفيد إيه مصر أو البشرية من الاستثمار في كتل جامدة اسمها الذهب مهما كان بريقها؟ ومن يستثمر إذن في الزراعة أوالصناعة أوالخدمات الأساسية إذا كان نجيب مشغول إلى هذا الحد بالذهب؟

ظنى أن منطق نجيب ومن هم مثله هو بكل بساطة أن كفاء إدارة الأموال لتحقيق أعلى مردود ممكن لصاحبها أو للمستثمرين/ المساهمين معه هي عنوان براعة رجل الأعمال وقوته، وسط عالم التنافس الرهيب بين أصحاب الثروات.. وبعدها تأتى الأعمال الاجتماعية، وغير ذلك قلة حيلة، أو تفريط في المسؤولية تجاه الذات وتجاه المال وتجاه الشركاء.

التباين الشديد في الرؤيتين لدور رجال الأعمال معضلة عصر ولن تحل في يوم وليلة، والأهم أنى خشيت بشدة عند مطالعة حوار نجيب أن يقول مضاربون محليون للسذج من الأهالى وما أكثرهم:«أرأيتم؟ نجيب ساويرس أشطر الشطار في مصر وبراها يرى أن الذهب طالع طالع.. هاتوا ما تيسر عندكم أو بيعوا ما تملكون واعطونا الأموال لنضارب لكم بها على الأصفر البراق.. ليل الفقر سيذهب وستشرق في حياتكم شمس الذهب من هذه اللحظة».

يا عزيز يا أبوقرش عزيز إياك أن تمشى وراءهم. لست مفتيا ولن أعظ، لكن كل ما أقوله لك: اسأل أنت أيضا أمك قبل أن تخاطر ببيع عفش البيت لتضارب على الذهب... قلب الأم كالطيور البرية يتنبأ بالزلازل قبل وقوعها.. يحس بالخطر والمخاوف وهى لا تزال في المهد .الأم الشقيانة لا تعرف إلا الملموس والمحسوس والمشاهد... تجارة ... أدوات لصنعة... مشروع أمام عينيها يفتح بيت أو يساعد على ذلك. المضاربة عندها- ومهما تحدث آخرون عن قانونيتها أو جدواها- قرين للحمل الكاذب... لا يلبى أشواق أمومة، ولا يرضى رجل متطلع إلى «وليد من صلبه».

الليل الذي يجب أن يذهب هو أوهام بحث العاديين عن ثراء لا يجىء. اللعب في الذهب لعب مع كبار الكبار، فلا تدخلوا مضمار ملاعبة الأسود بقوة 2 كتكوت وتأملوا في معجزة .

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذهب الليل وجاء الذهب ذهب الليل وجاء الذهب



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon